منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ازمة الشاعر العامي!
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-27-2008, 03:37 PM   #1
فهيد العديم
( شاعر )

الصورة الرمزية فهيد العديم

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

فهيد العديم غير متواجد حاليا

افتراضي ازمة الشاعر العامي!


لم يستطع الشعر العامي التعايش مع التطور التي عاشته الجزيرة العربية في القرن الأخير, معتقداً انه مازال ذلك الذي أُشعلت النار على علم احتفاء بمولده, ولهذا فدوره لابد ان يقوم بـ"رد الجميل" للقبيلة ,ليقف منافحاً عنها, وشاهراً سيف قوافيه ونبال كلماته لترسيخ مآثرها وبطولاتها, واصبح شاعر القبيلة ضرباً من الفروسية النادرة التي تنتقل من جيل لجيل, وكل يمشي على خُطى من سبقه ليكون كفء بحمل هذا اللقب ذو البريق الذي ربما لايتهيأ للفارس-وبالطبع أكثر اماناً-فكان من الطبيعي ان يكون الشاعر تابعاً لذائقة ووصاية القبيلة , وأداة القبيلة النقدية فقط ان يكون بمستوى من سبقوه,ولهذا وجد الشاعر حصانة ضد التطوّر والوعي ربما, فهو مُطالب بأشياء مؤطرة بسياج واضح,لهذا وجد نفسه-لاشعورياً- يكتب لذائقة محددة يعرفها سلفاً,ويتجلى مؤرخاً أكثر من كونه شاعراً, وهذا الجو العام حوله جعله بحالة ركود في وقت كانت المجتمع/القبيلة يتطور بشكل متسارع نحو المدنية , حتى انصهرت بشكل مجتمعات أذابت التطرف القبلي, إضافة إلى ان الفرد لم يعد جزء من تكتل قبلي ضيق, وتفتت تحت مظلة وطن كبير, او حتى اقليم , واصبح شاعر القبيلة يحاول التشبث ببقايا مجده من خلال محاولة ربط الأرض كموطن قبلي محاولاً تجاهل مايحدث من تطور بمفهوم الانتماء, لكن الأرض أقنعته ان صدرها الحاني يتسع للجميع بإمان , وفشل-الشاعر- في استجداء أطرافها المتفرقة, ولم يستطع صوته ان يصل لكل الأرجاء فقد كان اتساع الوطن يتجاوز ضيق افقه, ووجد نفسه محصوراً في قصيدة سمر عابرة تلتقط كلماته قلّة من تنشد من فرائدة شجن وصبابة,لكنه مازال يحلم بذلك المجد وتلك السطوة, من خلال توسل يائس للقبيلة التي انصهرت وشكلة روابط أعمق من عشيرة, ولأنه ذو وعي محدود لم يحاول ان يمضي باتجاه المجتمع المتحضّر, بل بقى ينتظر نكوصاً اجتماعياً يعيد له وهجه/فروسيته,وحتى عندما أتت له التقنية وهيأت له المنابر التي توصله لأكثر من سمع القبيلة ظل حالماً بعودة"اللابة" ومحاولة تمرير استجداءه حتى لو كان ذلك من خلال قصيدة غارقة في الحب والهيام .
حتى لو كان ذلك لايجلب سوى صرخة مراهق او هبة من رجل أعمال أكتشف فجأه ان اجداده الأوائل كانوا اسياد الدنيا,وكل ذلك لانه غير قادر على مسايرة-ولا اقول خدمة-مجتمعه الذي تجاوزه بكثير من المعرفة والوعي,لهذا لا أُفاجأ كثيراً بالسؤال عن كثرة الشعراء وتناسخهم بشكل عجيب و"مخيـ..." أقصد مخيف بالطبع!
هل نقول ان كثرتهم بسبب نقص الوعي؟..أليس الوعي قتل من قبل ذوق المغنّي؟
اعتقد ان الوعي لو حصل للشاعر الموضحة ملامحه أعلاه فأن ذلك كفيلاً بقتل-ليس ذوق- بل شعر الأغلبية!
يقول شاعراً لا أعرفه-والله-ولا ادري من يقصد:
إذا فخرت بآباءٍ ذوي نسب
.............. لقد صدفت,ولكن بئس مانسلوا!

 

التوقيع

للتواصل:
https://twitter.com/#!/Fheedal3deem تويتر

فهيد العديم غير متصل   رد مع اقتباس