يبدو أن همس معجبة جدا بــ مشاركة الأخت ورد عسيري .. حدثتنا بها منذ البارحة .. بحق كانت عميقة ,, تختصر الكثير .. شكرا ورد .. شكرا همس ..
أنا سأكون معكم .. وهذا الاختيار الثمين ..
الأستاذة القديرة منال عبد الرحمن قرأت لنا لقاء ثري جدا وعميق لنتشارك في النظر إليه ,, فالحديث حول الفلسفة نمو للمدارك وخطوات واسعة نحو القدرة على تشكيل الرأي وتقبل الرأي الآخر .. وكذا يخلق لنا مجالا رحبا للنظر النقدي وفق معطيات كل نظرة فلسفية مالها وما عليها ..
الفلسفة المعاصرة **من لقاء للدكتور العلاف مع مجلة الصّوت الآخر ..
تتسم الفلسفة المعاصرة باتخاذها موقفا توجسيا وتشكيكيا تجاه المُثُل العامة، إذ تكشف عما يكمن خلفها من رغبات و إرادات قوى أو استثمارات اقتصادية وإيديولوجية وسيكولوجية. فمُثُل كالوحدة والحرية والحق والديموقراطية والاشتراكية قيم نبيلة في حد ذاتها، لكنها معرضة للاستثمار أو الاستغلال من طرف أفراد أو فئات أو نخب اجتماعية تتخذ منها أقنعة تخفي بها استراتيجيتها في الهيمنة.
هذا ما جاء في أحد مقالات الدكتور محمد سبيلا( أستاذ كرسي الفلسفة، كلية الآداب. الرباط/ ومدير مجلة «مدارات فلسفية» ورئيس الجمعية الفلسفية المغربية )في مجلة النور الالكترونية.
فهو يرى أن "
[تنقسم حقوق الإنسان بعامة إلى حقوق/ حريات وحقوق/ ديون، أي إلى حقوق ليبرالية وحقوق اجتماعية ما يعني أن جل الحقوق المنصوص عليها في منظومة حقوق الإنسان هي في العمق حريات. فحق التملك ليس إلا حرية التملك، وحق الأمن ليس إلا حرية الحركة، وحق التعبير هو في النهاية حرية الكلمة وهكذا.
وفكرة الحرية هي، التي تشكل صلب منظومة الحقوق الإنسانية وقوامها، هي التعريف الذي نسبته الفلسفة الحديثة للإنسان. فالإنسان عند ديكارت (1650-1596) هو كائن الاختيار الحر، وهو مملكة الحرية عند كنط، كما أن هيغل (1831-1770) يعتبر أن حرية التفكير والقرار هي السمة الأساسية المميزة للإنسان في العصور الحديثة.
فهيغل يرى أن «الحق في الحرية الذاتية يشكل النقطة الحاسمة والمركزية التي تجسد اختلاف الأزمنة الحديثة عن العصور القديمة» (فلسفة الحق). كما اعتبر روسو (1778-1712) الحرية صفة أساسية للإنسان وحقا غير قابل للسلب وغير قابل للتصرف .
وعلى وجه الإجمال فإن الاتجاهات الفلسفية الحديثة تعتبر أن الحق هو الوجه الخارجي، أو التحقق الخارجي للحرية، فالحرية هي جوهر الحق والحق هو صيغة الحرية.[
------
ويرى الدكتور إبراهيم خليل العلاف , أستاذ جامعي ومؤرخ وصحفي أن ]يتركز الإنتاج النظري الفلسفي في تيارين أولهما مادي وثانيهما روحي فالاتجاه المادي العلمي نجده عند يعقوب صروف وفارس نمر وشاهين مكاريوس ونيقولا حداد وجرجي زيدان وسلامة موسى، وكذلك في مقالات مجلة المقتطف التي بشرت بالتغريب وسعت إلى ربط المجتمع العربي بالمجتمع الغربي، وقد عكس هذا الاتجاه أراء (جارلس دارون) صاحب نظرية اصل الأنواع، وتنازع البقاء، والبقاء للأصلح، إذ يرى دعاة هذا الاتجاه أن المادة هي الحقيقة في الكون وان العقل وحده كافٍ لتزويد الإنسان بالمعرفة التي تساعده في بناء شخصيته ومجتمعه، وان العلم وحده أداء للمعرفة. أما التيار، أو الاتجاه الروحي فنجده في وجدانية العقاد ورحمانية زكي الارسوزي وجواتية عثمان امين، فوجدانية العقاد (كاتب مصري) تقترب من معنى (الحدس) عند الفيلسوف (برغسون) أنها المعرفة التي تتحقق بها علاقة حميمة بالشيء وهي تجمع بين ادارك الوجود والاندماج العاطفي، فالعقاد يرى (التجديد) في (المعاني) دون (الألفاظ) كان حزيناً متشائما طموحاً، وطموحه ينتهي إلى تمرد على الحياة. إما جوانية عثمان أمين (مفكر مصري) فهي عقيدة مفتوحة تأبى الركون إلى (مذهب) أو الوقوف عند (واقع) وإنما تتجه إلى (المعنى) والقصد من وراء اللفظ وتنحو إلى الفهم والتعاطف لا إلى الحفظ والتقرير وتدعو إلى العمل البناء وتلتفت إلى الإنسان في جوهره وروحه لا إلى مظهره وأغراضه. إما رحمانية الارسوزي (مفكر سوري) فهي تكوين ديني أخلاق تجاوز بريق الحضارة الغربية من اجل تحقيق الرابطة الرحمية بين الأجيال العربية. فهي ولادة جديدة للأمة وفلسفة نظرت بها الأمة إلى (الزمن) وهو متلبس بالإنجاز البطولي والعبقري العظيم للأمة في الماضي وان (العصر الذهبي) هو العصر الذي سيكون في المستقبل [
___
ويُكمل
]يعد الدكتور عبد الرحمن بدوي (مفكر مصري) أول من ادخل الفلسفة الوجودية في فكرنا العربي المعاصر من خلال رسالته نال بها شهادة الدكتوراه والموسومة (الزمان الوجودي) عام 1945 في جامعة القاهرة. وللوجود عند بدوي (وجهان) وجود الذات ووجود الموضوع، فالأول هو الوجود الحقيقي والأصيل. أما الثاني فهو الوجود الزائف. وقد رفض بدوي الكوجيتو الديكارتي الشهير (انا أفكر إذن أنا موجود) واستبدله بكوجيتو آخر هو (أنا أريد إذن أنا موجود) إما الشخصانية فقد دخلت الفكر العربي من خلال كتابات (رينيه حبشي) (مفكر لبناني) فهو لايحب الحقائق التامة التكوين ومرد ذلك رغبته في ترك باب الصيرورة والتحرر مفتوحاً، لأن الحقائق التامة التكوين كما يقول حبشي تغلق باب الصيرورة وتوقف السير في طريق التحرر. فكما لايستطيع العقل ان يتصور للمكان والزمان (نهاية) كذلك لايستطيع ان يتصور (للكمال) (حدوداً) بل الكمال الحق هو (التكامل) والحرية الحقة هي (التحرر). اما الفلسفة الوضعية المنطقية فقد روج لها الدكتور زكي نجيب محمود (مفكر مصري) واكد ان التجربة والعمل يمثلان المعيار الوحيد لكل حقيقة، فــ/لاثقافة اذن إلا ثقافة الفعل ولافكر إلا فكر العمل المجدد والمغير، حيث ان الفكرة ليست موضوعا للفكر بل دعوة وخطة للعمل وللمستقبل، وايقن زكي نجيب ان لا مخرج للأمة العربية ولفكرها من ورطتهما الحضارية الامن خلال مشروع حضاري جديد يأخذ بحقائق العصر، وان الانسان العربي لايملك اليوم مثل ذلك الفكر العملي لهذا فهو محكوم بتقليد الغرب وبنقل ثقافته من خلال نقله لعلومه وتقنياته. وقد وجد في الفلسفة الوضعية المنطقية ضالته، حيث تقوم هذه الفلسفة على اعتبار (الخبرة المحسوسة) مصدراً وحيداً للحقيقة.
بدوي دعا الى الانعزال والانغلاق عن الذات ووقف ليعلن ان لا انسانية بل مجموعة حيوانات مفترسة لاتأثر ولاتقالد بل انقسام وعزلة، لاتقدم بل دورة مقفلة لاغاية انسانية بل مصير يتحكم، ذلك هو التاريخ وهذا هو سياق الوجود الحي وتلك هي الدروس... ولم يسمعه احد. اما حبشي والشخصانيين فلم سنجحوا في انقاذ الشخصية العربية من حالة الاغتراب، بل بالعكس زاد الاغتراب ووقع الانسان في اسر الجسد ولم يتمكن الفكر العربي من الانفتاح على الاخر. وسقطت الوضعية المنطقية في الشكلية الكلاسيكية المدرسية التي اعتمدت المنطق الشكلي ولم تستند الى المنطق الجدلي واهتمت باللعب بالالفاظ وقادت الى مغالطات قياسية في القضايا وحجبت الحقيقة عن الادراك. المهمم انها ادت الى الوقوع في الميتافيزيقيا والماورائية بدل الوصول الى فلسفة واقعية ولم تفسر جدلية الصراع الذي تخوصه الأمة العربية الى جانب اغفال رواد هذه الفلسفة دور الدين في المجتمع العربي. وهكذا ظل الفكر العربي حائراً وعاد مرة اخرى يجرب، فكان ان تبنى البعض مناهج حديثة، فأزدهرت (الابسيمولوجية) ردحاً من الزمن.. والفكر الابسيمولوجي فكر نقدي يقوم على نقد العلم ويساعد الباحث على انتهاج الروح النقدية، اذ قيل عنها انها تيار عقلاني. وذهب الابسيمولوجيون الى نقد التراث وتقويمه وتحليله، ولكن هذه اللون من الدراسات لم يتفق مع التوجهات الفكرية المعاصرة. وهناك من روج لما سمي بـ (المدرحية) والمدرحية (مادية-روحية) عملية مزاوجة بين النزعة المادية والنزعة الروحية، ولعل ابرز من يمثل هذه التيار (انطوان سعادة) مفكر لبناني و (شارل مالك) مفكر لبناني هو الاخر. وينهج المدرحيون نهج (تومي الاكويني) في محاولته التوفيق بين (ارسطو) والانجيل. اما البنيوية فقد حاول لدكتور محمد عابد الجابري (مفكر مغربي) للترويج لها من خلال مؤلفاته (بنية العقل العربي/ الخطاب العربي المعاصر/ نحن والتراث/ اشكاليات الفكر العربي المعاصر) وفي كل هذه المؤلفات يشير الجابري الى المناهج القديمة التي درس بموجبها التراث. والبنيوية بنظري هي منهج اكثر من كونها فلسفة، هذا المنهج يمكنه الكشف بوضوح عن الجوانب الفيزيائية والفيزيولوجية والنفسية والاجتماعية للغة والبنية (مجموعة العناصر- يقوم كل منها بزظيفة خاصة به ويرتبط ببعضه على وفق نظام صارم اذا احتل اختلت البنية.
أما الدكتور حسام الدين الالوسي (مفكر عراقي) فأنه يؤكد على مبدأ (العدالة) فمتى ماحققنا العدالة للانسان يصبح له (موقف) ازاء واقعه، فالالوسي يؤمن بالجدل ويؤكد على العقل، فلاحياة للفكر والثقافة من دون عقل، ولا عقل بدون حرية. الكثير من الفلاسفة العرب يحاول ان يخلق لنفسه منهجاً عقلانياً منذ عصر النهضة العربية الى حد الان، والسؤال المثير للجدل دائماً ان الاغتراب لعب دوراً كبيراً في صياغة العقلانية العربية في استعادة المناهج العامة ولخاصة في الفلسفة والعلوم والاداب والثقافة. كما هي في مناحي الحياة الاخرى. اننا بحاجة الى فيلسوف يأخذ بنظر الاعتبار مشكلات وطنه وامته، فيلسوف يلتزم العقلانية والعلمية وبالشكل الذي يخدم التكامل الوحدوي للانسان العربي المعاصر.. العقلانية التي نريد كما يقول (الاعسم) هو احداث التغيير الايجابي المنشود ليس في الوعي الاجتماعي، وانما في الواقع العربي، وهذا لايتم الامن خلال تبني منظومة فكرية تحلل الواقع العربي وتفهمه ثم تعيد تركيبه من جديد في ضوء تصورات وطنية وقومية تسهم في بناء الانسان العربي وتساعد في تحقيق مشروعه النهضوي المستقبلي على اسس ودعائم راسخة.[**
شكرا لكّ أستاذة منال ولا تكفي ,, قراءاتنا تعكس نظرتنا للأمور ,, أفضل جدا هذه الحوارات .. لك الود ..
انتظرونا ...