لولا أن الكلام يعاد لنفد >>> علي ابن أبي طالب رضي الله عنه
إن اللغة هي التي تتكلم وليس المؤلف >>> رولان بارت
مما لايدع مجال للشك أن الشاعر قرء وتأثر بهذة القصيدة ولكن السؤال الأهم من ذلك: هل سرق الفراعنة معاني الصنوبري؟
من زاوية فنية ومحايدة: يغفل أغلب النقاد عن قضية أدبية أزلية الا وهي (( التناص)) وهو كما تعرفه كريستفيا - العلاقات القائمة بين النص والنصوص الأدبية الاخرى-. التناص يحدث نتيجة التداخل والتفاعل بين النصوص الأدبية لأن صوت الشاعر تولد نتيجة تفاعل لعدة أصوات فالشاعر محكوم باللغة لايستطيع الخروج من نطاقها أو حكمها اللغوي. فمن خلال القراءة يعيد الشاعر انتاج نصوص اخرى متكدسة في ذاته الشاعرة وهو لايعلم ومن المستحيل أن يبدع الشاعر دون الحاجة الى الاطلاع والقراءة المستمرة لغيره فالتأثر مسألة واردة لدى كل مؤلف.
بالنسبة للقصيدة الفراعنة فمن يدعي أنه سرق بسبب تشابة القوافي فقد ظلم الشاعر لأن هذة القافية نادرة وصعبة ومن المؤكد أن يذكر أي شاعر يرغب بالنظم على هذة القافية 90% من هذة الكلمات على أقل تقدير. ولكن هناك تشابه في مواضع بعض الكلمات في الأبيات ممايؤكد تأثر الشاعر بهذا النص ولكن هذا لايثبت السرقة. واستطيع أن أصنف هذا التأثر على أنه تلميح أقرب للاحتذاء وليس احتذاء مؤكد. لقد وردت كلمات التيوس والأسود في نفس البيت لدى الشاعرين ولكن المعنى مختلف مما يبريء الفراعنة. كما أن ( لها من حيث ما وخدت لهيب) و ( كنه بالنار محسوس) تحمل معاني مختلفة نوعا ما رغم وجود اشارات على تأثر الشاعر بهذا التشبية. كما أن ترادف ( المرورى) و ( الطعوس) و ( الرباع) و ( السديس) تؤكد قراءة الشاعر لهذة القصيدة وتداخلها مع قصيدته دون قصد. اذن: الشاعر تأثر بالنص المذكور وهذا شي طبيعي ولم يسرق معاني الصنوبري كما يدعي البعض لأن المقروء تأثر برؤية وأيدولوجيا الشاعر.
ودمتم بحب
خالد الدوسري