معدل تقييم المستوى: 18
صمت الكلام
تنطفئ الأنوار كل ليلة ليسكن كل شيء... يصمت المكان يعمه السكون تختلجه دقات الساعة الجدارية تدق رويداً رويداً تغمض عينيك ليبدأ خلالهما الصراخ.. صراخ الذات الباحثة عن الهدوء وصراخ تتناقله الأفكار والذكريات بين لحظة ولحظة يمر أمامك شريط غير منته من الذكريات ذكريات من ألم وأسى تشعرك بمرارة الماضى وألم الواقع ترتل ألحاناً من الأنات تعزفها جروحك النازفه تتقلب بين طيات الماضى متنقلا من جرح إلى جرح ومن ألم إلى ألم نركن الهم جانباً تغمض عينيك تحاول الاسترخاء يعلو الصراخ صراخ عشت معه زمناً و بات هاجساً لا يطاق تحبسه... تمنعه تكابر...تظن نفسك قادراً على كتمانه يعلو ويعلو تطبق شفتيك اطباقاً تسجنه بين أضلعك تردعه من رفع صوته لم تعد تحتمل المزيد تبدأ في الانهيار عندها تطلق له العنان يعبر عن غضبه يفتح مجرى للدموع فتنزل سيلاً جارفاً ذكريات تؤرقك في سباتك ويقظتك ذكريات حرمتك من وقتك شغلتك في حزنك تنظر حولك فلا ترى سوى ظلام سرمدى تصيخ سمعك آملا في صوت يؤنس وحشتك لا تزال تلك الساعة تدق صمت خارجي.. صراخ داخلي.. أنت حائر بينهما يراودك تساؤل عن صمتك وصراخك كيف اجتمع الضدان في وقت واحد ؟ انه بالتأكيد كلام الصمت أو صمت الكلام