:
:
أحرف هادئة .. استفزها الوقت !
أرادت أن تحكي لكِ بعضاً مني فأسمعي يا صديقتي ..
من الــ مُتعِب جداً أن تضعي بعضكِ في مستقر هزته بعض العقول الفارغه ..
و الأشد تعباً من ذلك ذاك الصوت الصادر من الطبول الفارغه كبعض الأشياء الصاخبة حد الإنزعاج !
لم أعد أستطيع ( تغميس ) قطع القطن في الماء لأسُدَّ بها أذنيّ يا عزيزتي !
فبعض الطبول فتّاكة في قرعها .. يعاب طبّالها لأنه لا يجيد التطبيل عليها ..
هل تعلمين من الذي خطر على بالي الآن ؟!
أتذكر بيّاع الأقمشة في السوق المحلية ..
حين جاءت إليه إمرأه وطلبت منه قطعة قماش بيضاء اللون مشجرة بألوان الربيع ..
وعندما جاء إليها بما شاءت ..
تقدمت نحوه بجرأه و أطلقت صرختها في وجهه وقالت : أقال لك أحدهم بأني لا أجيد تمييز الألوان !
لم يكن هذا طلبي , قد جئت إليّ بقطعة قماش بنيّة اللون كباقي ألوان أقمشتك !!! ..
أصابني الذهول حينها , كيف جاز لها أن تعمم اللون البني على سائر الأقمشة وأنا أرى غير ذلك !
أخيراً اكتشفت بأن تلك السيدة مصابه بعمى الألوان !
و أني و من معي بألف خير ..
مؤلم أن تعمم نظرتها السوداوية على أقمشة الرجل دون وجه حق !
لم تكن تستحق أذني ومن حولي كل ذاك الصراخ المدوي في فضاء المحل ..
ولم يكن للبيّاع ناقة ولا جمل في غضب هذه السيدة !
في تلك الأثناء يا صديقتي علمت بأن المشكلة لا تكمن في الأشياء ..
بل فيمن ينظر إليها كما يُحب فقط ..
تعددت المشاهد بدأ من بيّاع الأقمشة و إنتهاءً عند بيّاع السُمعه ..
:
:
:
إليكِ وردة أتركها على طاولة الحكي
و لاحقاً إن بكى القدر أفعال أمته ..
سأحكي لكِ قصة هذا الرجل الذي باع سمعة أقمشة صاحبه
ليُكسِب أقمشته قيمة لم تستحقها أبداً ..
كانت غصة في بعضي و حرفي ..
و أردت أن تشاركيني إياها ..
كوني لي بألف خير يا مُحياه
!
:
:
