منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - خبايا الأرض
الموضوع: خبايا الأرض
عرض مشاركة واحدة
قديم يوم أمس, 09:23 PM   #1
منى آل جار الله
( آنين المطر )

الصورة الرمزية منى آل جار الله

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 48535

منى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي خبايا الأرض


خبايا الأرض: حين يتحدث التراب بلغة السياسة
العدالة المتعثرة.. (تعذيب متواصل او إفلات من العقاب )
في زمنٍ لم تعد فيه الحقيقة تخرج من فم الإنسان، قررت الأرض أن تهمس.
برنامج "خبايا الأرض" ليس مجرد استكشاف جيولوجي أو مغامرة وثائقية تحت طبقات الصخور… بل هو اعتراف متأخر من الكوكب نفسه أن ما نخفيه فوق السطح، لا يقل خطورة عمّا نخفيه تحته.
لكن لنتأمل السؤال الكبير:
هل الأرض تحتفظ بالأسرار؟ أم أنها تسجل الجرائم؟
الجغرافيا لا تكذب… لكنها لا تتكلم
يأخذنا البرنامج إلى كهوف، مدافن، آثار مطموسة، وتكوينات جيولوجية، ليحكي لنا عن حضارات قامت، ففسدت، فسقطت… تمامًا كما تفعل اليوم أنظمة حكم تعتقد أنها ستبقى، بينما الزمن يحفر تحتها قبرها القادم.
الفارق الوحيد أن الأولين دفنوا أخطاءهم، أما نحن فنرصفها بالإسفلت ونبني فوقها عمارات إعلامية شاهقة.
خبايا الأرض لا تُعرّي التربة فقط، بل تُعرّي الذاكرة.
إنه يضعنا أمام مرآة: كل حضارة بنت معابدها فوق عظام من سبقوها، وكل سلطة اليوم تبني "مشروعها الوطني" فوق أنقاض الفقراء والمهمشين.
من يملك تحت الأرض… يملك ما فوقها؟
السؤال السياسي العميق هنا: من يحق له أن يُفسّر الأرض؟
من يمتلك سرديتها؟ هل هو عالم الآثار؟ أم الحاكم الذي يُوظف التاريخ لخدمة الحاضر؟
عندما تُكتشف رُفات تعود لألفي عام، من يقرر أنها "إرث وطني" لا "دليل إدانة" على إبادة قديمة؟
هكذا يتحول البرنامج ( المعاهدة ) من رحلة استكشاف إلى رحلة محاكمة…
ليس فقط للحضارات البائدة، بل لنا نحن المعاصرين:
نُكرّر ذات الأخطاء، نُزيّف الذاكرة، ونزرع الألغام تحت أقدام أحفادنا.
حين يتحول العلم إلى خطاب… والسياسة إلى دفن واتفاقيات في ظل الكتمان
في كل حلقة، هناك لغة مزدوجة
لغة العلم تقول: "هنا كانت بحيرة من ملايين السنين".
ولغة السياسة تقول: "إذن لن نُعطي هذه الأرض للبدو بعد الآن".
العلم يتحدث عن حفريات، والسياسة تحفر للسيطرة.
الجيولوجي يحمل مجسًا، والسياسي يحمل خريطة استثمار.
هنا نصل إلى جوهر الفلسفة:
هل نبحث في الأرض عن إجابات؟ أم نستخدم الأرض كذريعة لإخفاء الأسئلة؟

في النهاية… الأرض لا تكذب، لكنها تصبر
خبايا الأرض هو أكثر من برنامج او معاهدة . إنه ضمير كوني ينبش ما نرفض أن نراه.
هو تذكير بأن كل شيء مدفون سيخرج يومًا…
سواء كان صخورًا، أو أسرارًا، أو خطايا سياسية اعتقدنا أن الزمان سينساها.
ولكن الأرض لا تنسى.
هي فقط تنتظر اللحظة المناسبة… لتتكلم ...

 

التوقيع

كائن يبحث عن وسادة من ضجيج عقله ..
" لا أحد يدرك الأمر سوانا "

منى آل جار الله متصل الآن   رد مع اقتباس