في الأدب والشعر خاصة لان الشعر جزء من الأدب العربي اما الحداثة كتيار فكري فلن اتحدث عنها والمشكلة ان البعض يطلق مسمى فلان حداثي دون فهم المعنى الحقيقي !
المقصود بالحداثة في الشعر اعلان التمرد على النمط التقليدي السائد لدى معظم الشعراء القدامى وكتابة نصوص شعرية تناسب العصر الحديث فكرا ولفظا بعيداً عن التشابه في الفكر والمضمون هنا يكون للحداثة معنى ويمكن الانطلاق منه للخلاف أو الاتفاق حول الشعر وتحديثه ورفض الموروث القديم ليس تمردا وانكارا لما كانوا عليه الآباء والاجداد ولكن اجيال صنعت لها نمط ادبي معين في فترة زمنية واحداث مختلفة لايجب ان يتوقف الانسان في تلك المحطات ولايأتي بما يخالفها في الوقت المعاصر وهذا الرفض يدعوا لخلق ابداع جديد والتنصل من القديم شكلا ومضمونا يجعل الخلاف بين الحداثة والتقليدية مستمر ولا ينتهي كل تيار لديه قناعاته الخاصة تيار يرفض التطوير والاخر يغرد خارج السرب بافكاره وشعره ولايحب ان يصبح مقلدا لانماط شعرية تكررت عبر مئات السنين !ولهذا اصبح الخلاف أوسع واكبر مما يتصور كل طرف ولايوجد مفهوم واضح لأسباب الرفض اوالقبول.
البعض من التقليديين يهاجم الحداثة في هيكلة القصيدة حتى لو لم يوجد فيها رمزية غامضة بينما يتقبل قصيدة عمودية موغلة في الغموض فاقدة للوحدة الموضوعية فقط لأنها مكتوبة بشكل عمودي ويعتبرها مستساغة ومجازة حتى لولم يفهم منها بيتا واحدا.وللاسف ان البعض يهاجم الغموض والرمزية ايا كان بناء النص الشعري عموديا اوغير ذلك .
شعراء الحداثة لايرغبون في تقليد الآخرين في تفكيرهم ولا في شعرهم التقليدي مما تسبب في نبذهم لكل قديم رافضين العودة لحقبة زمنية والكتابة باسلوب غير مستساغ لديهم والحقيقة ان مكمن الخلل في فهم الحداثة لافي الحداثة نفسها!
وهذا يضعف موقف الحداثة في الشعر العربي لان الفهم المسطح والاعتقاد الجازم لدى البعض ان الغموض بالنص يدل على الحداثة قد تجد نص كلاسيكي وفيه غموض كبير ليست قضية معنى غامض تفهمه فئة دون أخرى. واللفظ مركب وفق موسيقى ووزن شعري وأصبح غامض في لفظه حتى لوكان معناه سليم وهذا الأمر يعرض شعراء الحداثة للاحراج لان المجتمع الشعري تعود على قصائد ذات قالب شعري جاهز!
الجمهور هم من يكملوا نطق القافية قبل الشاعر وكأنهم يقولون له حتى نحن شعراء لم تأتي بالجديد فقد اكملنا ابياتك ليس كل مايردد يعني انه ذات قيمة ركاكة البناء يوجد في القديم والحديث تكرار الألفاظ والتشابه في النصوص قديما موجود وكذلك حديثا بالنسبة للشعر الكلاسيكي .
مشكلة الحداثة لدى بعض كتابها الايغال اللفظي المركب والذي يشبه الشعر المترجم !
اذا لم يخدم الغموض والرمز والايحاء النص الشعري أيا كان شكله عمودي او تفعيلات مركبة!
فهذا دليل راسخ على ركاكة المعنى والمبنى والصور الخياليه المقحمة بشكل غير سليم! ولايعد ذلك شعرا !
سواء كان كاتبه شاعر تقليدي اوشاعر حداثي !
لازال للحديث بقية ! دمتم سالمين!
محمد الثوعي