•
الناقد الداخلي لدي مزعج جداً .. يملأُ رأسي بهلوسات شعرية تؤلمه .. يحاول إقناعي بأن مايفعله أمرٌ جيد إن أردت التميز .. وبأن البحث عن التميز والنأي عن العادية هو مايفعله جميع الشعراء .. حتى يقنعني بأنه هاجس الشاعر الحقيقي.!
وأظن بأنني شاعرة حقيقية .. لا أعلم ربما ..!!
لستُ مخوُلة لتصنيفي .. أم أنه يجب أن نكتب الشعر الحقيقي فقط دون انتظار أن نوضع في خانة .. قد تضيق الخناق علينا .. وتقيّدنا ..!
لا أبحث عن خانات .. أريد أن أكتب الشعر فقط .. أتنفسه .. أتناوله كوجبة يومية .. أرتشفه كقهوة صباحية .. رغم أنني لا أشرب القهوة .. لا أعيش في خيالات صوت فيروز وقهوة الصباح كما يدّعي بعض الشعراء..! بالرغم من أن صوت فيروز يسكن ذائقتي .. وأنا أسكن حنجرتها كأغنية ( كما كتبتُ يوماً ما ).
أظن بأنني أضعت ماكنت أتحدث عنه !! لا أعلم كيف وصلت إلى ( مفرق ) فيروز ومقهى الرحابنة..!!
نعم كنت أتحدث عن الشعر الحقيقي .. والشاعر الحقيقي .. والهاجس الملقى على عاتقهِ .. ( التميز ) تحديداً .
أن يكون فارقاً .. محلقاً .. لاتحده فضاءات..!
أظن بأنني أجيد الطيران .. أحب أن أربّي العصافير في نصوصي .. وأن أصنع من أبياتي أغصاناً لها .. لذا أسميت نفسي ( عصفورة الشعر ) ..
(عصفورة الشعر) لا صار الشعور أغصان
الغصن يورق وانا للشعر …… عصفورته
والعصفور طائر .. لذا أجيد التحليق .. رغم ( فوبيا ) المرتفعات ..!
هل من اللائق أن يلقّب الشاعر نفسه !! لا أعلم !! لم يكن لقباً بقدر ماكان حبًّا للعصافير .. ذلك المخلوق الصغير الرقيق .. أشعر بأنه يشبهني كثيراً .. يبدو أنني ثرثرتُ كثيراً .. أرجو أن تكون ثرثرتي أشبه بـ ( الزقزقة ) .. وأن حرفي أشبه بـ ( الغناء ) .. وأن أكون شاعرة متميزة .. بالرغم من أنني لا أجيد الغناء في الواقع .. بل غنائي أقرب للنشاز .. وأرجو أن يكون عذباً شعرياً .. أرجو ذلك .. !
دعوني أحلم بأنني أغني على مسرح الكونسيرفتوار الشعري .. وأن غنائي شعراً سرق الدهشة من أسماعهم .. وبأنني أصبحت شاعرة حقيقية .. ربما حينها سأقرص ذراعي كي أتأكد من ذلك .. !
الأحلام مباحة
أليس كذلك ؟!!