كنت ألملم المسافات واختصرها ..
أحمل حذائي بيدي كي لا أدوسها وأؤذيها بالطرف الحاد منه ..
وأحمل كتاباً باليد الأخرى
ألمح ظلاً يلوّح لي من بعيد ..
ظل مألوف !!
أتوقف وأحاول التذكر !!
أتردد ما بين العودة للخلف أو أن أنثر المسافات كي يطول الطريق
فربما يمل ويرحل..!
أشعر بالجُبن .. أخشى أن أمضي وأصل
فتطعنني ذات اليد التي تلوح لي..!
أكره كم أنا متوجسة .. وحذرة..!!
أقفل أزرار قلبي كي لا يلمحه ويخدش حيائه..
أرتدي حذائي كي لا تتلطخ قدماي..
أصفف شعري بأصابعي..
وأفتح الكتاب..
وآخذ الوردة التي كانت شبه ذابلة بين صفحتين..
وأضعها به..
أمسح أحمر شفاهي الصارخ كي تبدو ملامحي أكثر براءة..
أرسم ملامح لا مبالاة على قسمات وجهي الباهت ..
أرفع رأسي قليلاً وأشد ظهري وأكمل الطريق بخطوات مسرحية..
فيما هناك حرائق تشتعل في صدري..!
وقلب مرتبك يذرع قفصي الصدري جيئة وذهاباً..!
وذهن تعيث به عواصف القلق تفكيراً..!
ولسان يلهج بالدعاء أن أتماسك حين أصل..!
.
.
.
مازلت أسير بتلكؤ
أخشى أن أصل سريعاً
.
.
حين أصل سأعاود الفضفضة ..