آمين يارب ..
-
من قال ذلك حتماً لديه مشكلة مع تذوّقه للشعر بشكل عام ومع وعيه أيضاً ..
يكتب الشاعر مايكتبه لايُملى عليه يكتب غزل أو يكتب مدح أو هجاء أو قضايا إنسانية وأجتماعيه
أمامك نص أقبله مثل ماهو أو لابأس أرفضه ذائقتك لك وشاعرية الشاعر له ..
نعم : سمعت ذلك كثيراً " عنك " ولاأحتاج حتى لسؤالك عنه لأن الجواب هو نتاجك كشاعر - أعذرني لهذه المرة فقط أن أجيب وأنت حتماً لاتحتاج لمن يجيب عنك
لكنني " صديق أولاً - وضع صديق جانباً مع أنها مهمة لأنني أعرف بعض الأشياء التي ربما لايعرفها غيري - دعني أتحدث كمتذوق كقارئ وأعتبرني لاأعرفك ..
فلنفرض أن أمامي نص لشاعر ، نص أحتماعي مثلاً هل أقول : هذا الشاعر لايفهم في الحب ولا في العاطفة ونصه هذا لاتخرج منه إلا بطاقة سلبية أنا في غنى عنها ..
صدقني هنا أكون أستاذ الأغبياء على مستوى الكرة الأرضية - لأن وعيي هو المشكلة وليس أنت ..
قمّة العاطفة والحب أن تعيش قضية ليست قضيتك ، تقدم حالة غيرك على حالتك .. هذا حب مختلف يتعدا الحب لحبيبة ، حب عام ليس حب خاص !
-
هناك أيضاً شيء مهم : لدي نتاج أذهب وأنظر إليه قبل أن تصدر حكمك ، هل نصوصي سطحية أو عميقه ؟
أدواتي في كتابة نصوصي هل تجدها متجاوزة أو عادية ؟
شاعريتي هذه التي تتضح لك من خلال نصوصي ، هل تعتقد من خلال ماوجدته أنه سيعجزني كتابة نص غزلي ؟
الأجابة : حتماً من لديه هذه الشاعرية قادر على كتابة ألف نص " لكن :
أولاً : من الحبيبة التي تستحق أن أكتب لها ؟ ربما أنت وجدتها ، أنا لم أجدها لأي سبب كان ، ثم هل الشعر دائماً مرتبط بحبيبة وإن لم يكن كذلك فأنا صانع كلام ؟
ثانياً : من كتب عن أوجاع الناس وقضاياهم وحمل هذا العبئ الذي تكاثر في عقله حتى ضاق به صدره فحاول زفره من خلال يده .. لايحب ؟
-
الشعراء يختلفون : هناك شاعر يزعجك بحالاته وعلاقاته المتنقله كتنقل الباعوض من ماء راكد لماء آخر .. دون أن يقدّم للبشرية شيء
هذا ليس شاعر - سمّه ماشئت أنا أسميه ثرثار وأناني .. لأن قضيته هو فقط - وحقيقةً هو ليس قضية ولايملك حتى ربع قضية !
هناك شاعر : يحمل قضيتين : هو وغيره - يكتب الناس عندما يستحق ذلك أن يكتبهم بدافع الأنسانية ويكتب نفسه أيضاً ..
هناك شاعر : ليس شاعر بأي شيء لاقضيه له ولايرى قضايا غيره ، تجده دائماً في كل محفل وفي كل مناسبة يبحث من خلال الشعر عن الفتات ، مسوّق كلام
وهذا يباهي بكل الناس ، لكنه حتى عندما يباهي بنفسه يقول ذلك بصوت منخفض " لأنه أساساً لايحترم نفسه ويعلم أن نفسه لاتحترمه .. لأنه عبد مال
-
أخيراً : أنت لاتحتاج لا للثناء ولا للأشادة : لكنني أقولها وأذهب : عرفتك رجلاً عظيماً وشاعر عظيم له وزنه وحجمه وثقله - ومن شك في ذلك
نصوصك تضع أصابعها في " عينه "
+
شكراً لأنك مازلت تكتب ولأننا نقرأ ، لأننا فعلاً أفتقدنا التذوق مع أننا نقرأ !
+
لاتثقلني أرجوك / تجاوز ردّي