كانت الأقل حظاً
في الجمال والعلم
والأكثر غنى في الشقاء والسخرية
لم تكترث كثيراً
بكل كلمة تقذفها أختها الصغرى في وجهها
_ أنتِ قبيحة
_ لن تجدي من يقبل بكِ
_ رجاء .. لا تجلسي معي عند حضور صديقاتي
فشلها في دراستها
كان سبب منطقي لتصبح خادمة جيدة
لكل من في المنزل !!
سمعته .. يصرخ كعادته
الصلاة
الصلاة
كانت صلاة الفجر قد إنتهت
ولكنه لايعترف بمواقيت الصلوات !!
صوته يوقظها كل صباح
وكأنه منبه لساعة قديمة
شرخها الزمن فأصبحت صدئة
تتقدم حيناً ., وتتأخر في أحيان كثيرة
تقترب من النافذة
تلمحه
يقف كصنم
بمحذاة منزلهم
يرقب المارة
يبتسم ., يعبس ., يخرج قطعة الخبز من جيبه الممزق
يقضم شيء منها
يُعيدها إلى مكانها بكل حرص
وكأنها ثروته التي يخشى ضياعها !!
تمر سيارة مسرعة
تقذف ماتبقى من مطر البارحة
فوق ملابسه
.
.
ماتبقى من ملابسه
.
.
يصرخ
يشتم
يرفع بصره
وعند نافذة مواربة
يلتقي بها
تتعلق نظراته بشبح فتاة تُراقب تفاصيله
يهز يده
يكرر
الصلاة
الصلاة
.
.
صوت أختها يأتي من الخلف
ليبدأ موشح الصباح الساخر
لن تجدي من يقبل بكِ
سوى هذا المجنون !!