
*
في 20_4_1957م
يَكتب شاكر خِصباك إلى صالح جواد الطعمة..
أخي: صالح
لقد تحدثت في رسالتك الماضية عن مشكلة الحوار وتأرجحه بين العاميّة والفصحى. والحقيقة أنها مشكلة مستعصية الحلّ في الظروف الحاضرة، ولا أدري كيف يمكن أن تُحَلّ في وقت قريب. إن استعمال الحوار الفصيح في القصص أو التمثيليات يتضمن اعتداء على الناحية الفنّية ولاشك، إذ أن تحدث شخص من شخوص المسرحية أو القصة باللغة الفصحى وهو عديم الثقة لأمر غير مستساغ لدى الفنّان؛ ولكن عذره الوحيد في ذلك هو أن استخدام اللغة العامية معناه طبع الأدب بطابع محليّ بحت. وهناك مسألة أخرى تبرّر استعمال الحوار الفصيح هو أن الحوار ليس في كلماته فحسب بل في معناه وتعابيره، أي في عرض طريقة تفكير الشخص.
فإذا استطاع الكاتب أن يعرف لنا مستوى ونموذج تفكير الشخص وطريقة حديثه بلغة فصحى دون أن يجعل القارئ يشعر بالفارق بين الشخصية الواقعية والشخصية الروائية؛ فلا شك أنه يكون قد كسب المعركة وانتصر على مشكلة الحوار. وهو أمر متعذر للغاية، ولكن لاشك أن من الممكن تحقيقه بالنسبة لبعض الكتّاب.
وفي كلتا الحالتين فلا بد من استعمال أبسط التعابير والكلمات، وأنا أفضل شخصياً استعمال التعابير والكلمات التي تستعمل بالعامية ويمكن كتابتها بالفصحى، أي أنها كلمات فصحى [معمّمة].