.
.
تحدثنا كثيرا ولم نجد ما يمكن قوله...
العالم يغلي وبعضنا يهرب و أكثرهم يثرثر وينفخ
في البوق حتى يسمع نفير القلب..
.
.
ثمة أقدام تتلاشى واحلام تدفن تحت ثرى الخيبات
ونحن ما زلنا نرسم لاحلامنا سفينة نجاة..
.
منذ الأزل يا صديقي نجري
إلى لا مدى من المسافات وتضيق بنا المساحات..
.
وانت....
لم تعد انت بين أهداف متراكمة وهموم
متناسلة من رحم الحنين الحزين..
.
وانا...لم أكتبك منذ زمن طويل جدا
كنتُ أمسك راحتي يدي واكتفي بالبكاء
على ما مضى من سنين أخذ مني الطفلة والشابة والعجوز..
.
وانت..انت..
لم تعد صديق يبحر مع قضايا المنكوبين
لم تعد تحلم معي، وتمسك بيدي التي
أوشكت تجاعيد الخوف أن تضعفها..
.
.
فالقهوة أيضا لم تعد
تلك التي نترقب نشوتها كل صباح ومساء..
.
نحن نكتفي بالانتظار عند محطات اختفى
البشر حولها وضاقت بهم السبل ليرحلوا
متى ما حان السفر إلى مدنهم البعيدة..
.
القهوة يا صديقي
.
تكره انفاسنا أتدري لماذا
لأننا بتنا نشعر بالتعب فنزفرها حيث
لا حدود من الأماكن..
.
هذا المساء احتجت العزلة..
وحيدة حيث لا وجوه ولا ملامح تكتظ هنا
.
احتاج ان احمل حقيبتي وانظر نحو الأفق
لعلي أجد من ينتشل ضياع الحياة
وتشتت افكاري، فاكمل الطريق إلى
حقل ملغوم بالهوى والنسيان لربما دفنت اسراري
وبعض من حديث لا يمت لك بصلة.
.
.