كانت الرياض مرفأ لزهر الخزامى وللواحات الهادئة والنخيل الشاهق بالكبرباء والشموخ كان سعفها قصائد تطفي لهب الرمل وحرارة الشمس وتبعث بردًا سلامًا للأوادم* وخلف واحاتها خلف كثبان الرمل الموغل في أساطيره رحيل للعشاق
امرأة واحدة هي استراحة لسفر القوافل لتعب الحدائين وربابةً في الليالي ترمم أثار الزمن الموحش* وتطلق التنهدات
كانت الرياض امرأة واحدة جاءت من شمال شرق الجزيرة من بحرٍ يهب كنوزه بكرم سخي ويأخذ الأحلام يترك العيون داميةً بالاحتضار
الرمل بحرٌ أيضا لا يكف عن كتابة شواطيء الصحراء بحبر الرياح قيل على ألسنة البدو أن الملاك الموكل بتوزيعه على الأرض خُل توازنه فاسقط ما على جناحيه في هذه البقعة المنكفئة على سرها المختبئة من الكون عزل المرأة في العطش وعزل عاشقها في الجنون