حييت يا عزيزي حمد..
جميل الإبحار على البسيط متلاطم الأمواج
ولكني سأقول لك كلامًا يفيدك ولن يضرك..
أنت بحق شاعر تمتلك موهبة مطبوع عليها ولديك من الصور والأخيلة ما لديك من حيث جدتها وابتكارها..
ولكنك تقلل من علو كعب قصائدك بعدم التريث والتروي وتمحيص كل كلمة في كل شطر ، بسبب الاستعجال فقط، ولنا في الحوليات مندوحة فقد كان شعراء العصر الجاهلي يبذلون من وقتهم حولا كاملا شغلا على قصيدة واحدة، يراجعون كل ما فيها من الألف إلى الياء..
لذا كان بالإمكان الحفاظ على مستوى عال للقصيدة كمكون كتلة واحدة في بنيانها الداخلي، لا اضطراب ولا اسفاف فيها ولكنك يا حمد أبيت ذلك، فأوجعتنا حسرة وألمّا لوجود شيء قليل به من الاضطراب والاسفاف ولكنه طغى وأفسد الأشياء الكثيرة الجميلة...
خذ لديك مثالا في شطرين لا ثالث لهما..
يحلو الضم والغزل..
كان حريا القول..
يحلو الوقت والغزل .. لأنك أسبقت السابق بالمسبوق واللاحق بالملحوق، أو إن أردت فالحق التابع بالمتبوع وقلها.. يحلو الضم والقبل..
المسك أنت وهن الثوم والعلل .. كان عليك القول الثوم والبصل فهما أولى أن يرادفا بعضهما بعض، وكان من الأجدى لو قلتها وهن الهم والعلل، لكن أليق وأعبق وأعمق وأبلغ
وهذا كله لا يلغي جمال الأبيات والأشطر والصور والأخيلة
حييت لأخيك مرة أخرى