للمقاهي حضورها،
وللأجساد لُغَاتها،
وثقافاتها، وفكرها ......،
وشأنها في ذلك شأن دواخل الجسد
من عقلٍ، وروح !!
وحتَّى ما يحيطها من هندام،
وأناقة - أيضاً - يعكس حالاتها،
ويعكس فكرها في ألوانها الهادئة، والصَّارخة حسب الأرواح الَّتي تسكنها،
وللعيون يا سيدتي فُنونها في التَّحديق، واللَّحظ، والرُّؤى !!
وهكذا البنان تُنبئ عن ما في النَّفس من لطفٍ، وجمال !!
لم يكن شهريار مخطئاً يا سيدتي
إلَّا في قتله للخراعيب بعد أن يأخذ منهن عذريتهن،
- وما هُدِي بذلك إلى سواء السَّبيل -
إذ كيف تُجثُّ الزُّهور في ريعان زهوها، وأريجها،
وما جاءت إلَّا لتجودَ بعطرها،
ولتسرَّ النَّاظرين !!
أيضاً يا سيدتي لم تكن شهرزاد مُخطئة
إلَّا في أنها استحوذتْ على المساءات،
ودفنت شهريار بأروقةِ الحكايا !!
وهكذا ستبقى شهرزاد تُحاكي زهور التِّنين الأحمر،
ومصائد فينوس الَّتي تجذب إليها أسراب النَّحل المتعطشة للرحيق
الَّتي لا تفتح بتلاتها إلَّا لليعسوب،
ومن ثم تطبق عليه.. تسحقه
وتذيبه في الرَّحيق !!
أدعوكِ سيدتي الجميلة
لأن ترتدي الخمار عند كلِّ مقهى،
كيما تخفي صباحات خديكِ،
وتوارين تحته أقداح العسل بثغركِ الأقاح
وأن ترتدي النَّظارات السَّوداء
لتخفي السِّهام القاتلة في ناظريكِ
وأن تخبئي بنان السُّكَّر تحت القفازات،
وأن ترتدي العباءة الفضفاضة،
ولتحذري فضول الرِّياح الَّتي تحبُّ
تجسيد المفاصل تحت العباءات،
وبهذا فإنكِ لن تصيبين عاشقاً في مقتل،
ولن تدفعين مجنوناً لكتابة الهلوسات !!
صباحكِ سُكَّر.