سُندس ملكة جمال الجن !!
قال لي صديقي العاشق لسُندس المُصاب بمسٍّها :
ذات يومٍ رأيت سُندس في المرآة،
وهي مبتسمة، وصرت أتأمل في جمالها،
ثمَّ بادرتني بطلب قائلة لي :
أكتب فيَّ قصيدة !!
قلت : ما أنا بشاعر !!
قالت : أكتب فيَّ هلوسة !!
قلت : لا عِلم لي بذلك يا أميرتي !!
قالت : حسناً.. سأملي عليك ما تكتب.
قال ثمَّ تناولت الدَّفتر، والقلم، وصارت تملي عليَّ بعض الهلوسات :
أجلسي إلى المرآة أميرتي،
وانظري في مقلتيكِ /
تأملي فيهما قاربي،
وعُتُّو الموج،
والبحث عن عروسِ البحر،
والعَوْد على بدء عندَ ضفافِ المرافئ !!
حينذاك ستدركين إلى أي عمقٍ قد غرقت !!
تأملي حدائق وردكِ تيجان المُحيَّا،
وسترين مهجتي المعلقة بوجهٍ بابلي الوجنتين !!
تلمِّسي إبتهالات خافقي
على مبكى القُبلات حائط الخدِّ الأسيل
المفعم بأريج الآس،
والأقاح،
والياسمين،
وستغفرين لي ذُنُوب عشقي،
وهلوسات جُنُوني !!
تلمِّظي شفتيكِ،
وتذوِّقي بنات الكُرُوم،
وستعلمين بأنَّ هنالك عاشقاً يقتله الظَّمأ !!
ثمَّ تمايلي يميناً،
وشمالًا
وانظري إلى رقَّةِ الخاصرة،
وستخبركِ عن مشانقي،
ومقابري !!
تأملي في كلِّكِ
وستعرفين كيف يصنع الخيال من المجنون ملكاً دونما مملكة !!
هكذا هُمُ المجانين يا أميرتي
يجمعون الأنجم من وجهِ المساء،
وينظمون بها عقداً لأعناقِ العذارى !!
ينقشون قصائدهم البيضاء،
ويختمون أبياتها بمفاصل الحسان
إنهم البؤساء في الأرض
الَّذين مسَّهم سِحرُ الحُوريات !!
قال : ثمَّ صمتتْ لبرهة من الوقت، وأردفت :
خُذني بين يديكَ تُحفتك النَّادرة !!
ضعني في أعلى رفوف الرُّوح !!
خُذني قصيدتك الحمراء
المسافرة نحو القلب بين الأوردة،
والوتين،
واحفظني في جيب قلبك !!
خُذني رذاذَ عطرٍ
بعثرني بين أشياءك
على الأريكة،
والمنضدة،
وبين معاطف الثِّياب !!
أجعلني حمامتك البيضاء !!
فيروزة قلبك،
ووترك الرَّخيم الَّذي يملأ جنبات المكان صدحاً،
وهديل !!
أرسمني أطيافاً تملأ جدرانك بألوان الزَّهر،
والمطر في موسم الرَّبيع !!
أكتبني آخر ملحمة !!
أجعلني أسطورة أبداً لن تتكرر !!
قال : ثمَّ تلاشت رويداً رويداً،
ولم أعد أرى شيئاً
غير وجهي المصلوب بوجه المرآة !!