منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رواية قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل.كتارا
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2020, 05:23 AM   #30
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

افتراضي


حريق جامعة بيركلي..
خرج جاك للتنزه في حديقة الجامعة .
بينما ما زال رئيس الجامعة بمكتبه يقرأ التقرير ويتدبّر فيه .
أمّا فهمان ففي المسكن يبتكر خلية صماميّة .
جلس جاك ينظر إلى الحديقة ليتمتع بمنظرها الخلّاب ، ويصغى بأذنيه ليسمع صوت العنادل ، فقال همسًا..يا ليت قُبح أهل الدنيا ينقلب جمالاً مثل جمال هذه العنادل ، ويا ليت عواء البشر وفحيحها يتحولان إلى طرب جميل مثل صوتها.
رفع بصره إلى السماء فوجدها ملآنة بالغمام وقتئذ ٍفقال كلمة واحدة "الحياة " إلا أنّه شعر بانقباض في قلبه لم يدرِ سببًا له .
وبينما هو يتحسّر على حال العالم رآه أحد زملائه فناداه مِن داخل سيارته ، وأشار بيده ليأتيه من أجل القيام برحلة طائرة بها .
يحبُّ رؤية جاك وهو يقودها لأنّه يقوم بعمل حركات بهلوانيّة رهيبة أشبه بالمعجزات .
فإنّه يقود السيارة بأقصى سرعة ، وعلى الرغم أنّ المسار الجويّ مزدحم دائمًا إلا أنّه كان يجتازه دون أي اصطدام يُذكر .
ركبها وحلّق بها مرتفعًا إلى علوٍّ لم يبلغه أحد قبله ، فأصبح يحلق بين الطيور ، فالتقط أحدها وقبّله ثمّ طيّره مرّة أخرى ، وبذا فقد نال الطيرُ شرف تقبيله .
واستمرَّ في التحليق مرتفعًا حتى ظنّ المشاهدون أنّه كاد يلامس السحاب ، وذهب عن الوعيّ فجأة فقضى لحظات حالمًا ، حيث لاحَ له ولأوّل مرّة جنود مِن الصفيح ألسنتها وسائر أعضائها منه أيضًا .
كانوا مدججي السلاح ، مستنّفرين ، مُردفين ، قاصدين استعمار الأرض أو كأنّهم ، تحاول أن تخترق البُعد الذي يوصّلهم إلى الأرض وكانوا يشيرون إليه ليكون دليلهم فأبى ، واخترقهم هو ، قاتلتهم ولكنّهم رموه عن قوسٍ واحدة..ربّاه ، أين أنا ؟.
هكذا رأى المشهد بين النائم واليقظان ولم ينتبه مِن غفوته إلّا بعد أن وجد نفسه على الأرض والنّاس يفرّون مذعورين من أمام السيّارة .
خرجَ جاك مِن السيّارة مرتعدًا لما رآه ، فكّر فلمْ يستطع تفسير الحدث ، ولكنّه على كلّ الأحوال كان حدثًا مؤلمًا .
وبعد الانتهاء مِن عرضه المثير عاد قافلاً إلى منتزهِهِ مرّة أخرى لكنّ جسده يرتجف .
وما زال رئيس الجامعة في مكتبه يتدبّر في أمره وكذا أمر نديمه فهمان ، ويُحدّث نفسه بشأنيهما ، وتدور بخلده بعض الأفكار مثل محاولة استمالة الطالب فهمان إليه .
أمّا فهمان الآن ففي حجرته يكمل صنْع الخلية الصماميّة ، فكان يطرح أكياسًا مغلقة بداخلها معدن قلوي على طاولة الحجرة ، وكذلك طرح بعض الأدوات التي يحاول منها صُنع خليّة الصمام ، بدأ في هذا الابتكار منذ أيّام والآن يحاول إنهاءه.
وهكذا فإنّا نرى توافقًا زمنيًا بين أفعال الثلاثة ألا وهما جاك وفهمان ورئيس الجامعة .
لمح جاكُ عن بُعد البستانيّ يسقي أحد الأشجار، ما لفت نظره أنّها تطلُّ على إحدى شرفات مختبرات الجامعة .
أسرع إليّه جاك وقال له بغضبٍ وصوتٍ عال ..اجتثْ هذه الشجرة يا رجل .
فتعجّب البستانيُّ مِن شأن الفتى قائلاً..ما لك أنت والشجرة أيّها الفتى الأرعن ؟.
فقال جاك ..يا رجل وجود شجرة تطلُّ على مختبر علميّ أمر خطير ، فقد تُحدِث كارثة !.

 

إبراهيم امين مؤمن غير متصل   رد مع اقتباس