[زاد الركب]

تبكين ..!!
لا تبكي علي ..

أنا كلما انتفض الظلام
على الرصيف أنام
يركلني الشتاء ..

يتراكم الثلج البئيس بأضلعي ..

لا شيء ..

لا شيء يدفئني سوى عينيك
حين الليل يغزل من دموعك معطفا..

فأنام ..

تسرق هائمات الليل دفـــئي ..
يتسلل الأرق الجميل لأعيني
و يضيء خدي ..

و أنام ..

أتدثر الحمى التي أدمنتها
من جور بردي ..


حتى إذا امتلأت كؤوس الصبح من دمع السماء
واستيقظ العرق المعتق من جبين الأشقياء ..

أظمأ وأشرب من تراب الأرض
يحرقني الجفاف ..
وأجوع آكل ما تبقى من كلاب الأغنياء .. !!

وحدي ..
إذا سخط البقاء علي
يعزفني الفناء ..
يتراقص الوجع اللئيم بخافقي ..

أبكي علي ..
لا صدر يأويني من الآه التي
شقت جيوب القلب
تلطم أضلعي ...


ويحي ..
إذا ناحت قبور الفقر من أجلي
و مات الأنقياء ..
و تبرع الأطفال بالحلوى وبالدمى
كي أذوق الخبز أو
قطرات مــاء ..

.
.

تبكين !!
لا تبكي علي ..

أنا نبضة عرجاء لن تغنيك عن موتٍ
إذا فرغت قلوب الناس منك ..

أنا محض انسان بذاكرة الشوارع
كل أحلامي رصيف يسأل الأقدام عنك ..

أنا .. من أنا ..؟!

أنا لست أدري..

من أنا ..

أخطيئة الحب الذي ما عشته .. ؟!

أجريمة الطهر الذي ما ذقته .. ؟!


يا دمعة .. خجلت من الأكفان
تستر عورتي إذ مزقت
حرب الحياة ثيابي ..

يا غصة .. وقفت بحلق قضيتي
فعلقت بين الحكم و الأسباب ؟!

يا أعيناً .. لعنت غبار كرامتي
سئمت خطايَ نذالة الأهداب ؟!


يا فطرتي ..
أنا .. من أنا والذل يأكل أمتي
مثلي .. إذا ما جعت
آكل ذاتي ..

.
.

تبكين ..!!
لا تبكي علي ..

أنا ليس يزعجني
إذا احتل الكلاب رصيف نومي ..
واستأسدت قطط الشوارع إذ رأتني
عارياً من ثوب حلمي ..

أنا ليس يزعجني .. سواك ..
تجرحين شعور صمتي
ثم تبكيني
وتبكي ..
.
.

تبكين .. !!
لا تبكي علي ..



.
.


زاد (...)