منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ألف ولام
الموضوع: ألف ولام
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2020, 02:45 AM   #1
طاهر عبد المجيد
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية طاهر عبد المجيد

 







 

 مواضيع العضو
 
0 توأم الحرمين
0 زمن القهر
0 قلب أب
0 تساؤل

معدل تقييم المستوى: 2033

طاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي ألف ولام


يولد الإنسان حراً ويبقى في طفولته الأولى يمارس ما يشاء دون قيود ثم يفقد حريته شيئاً فشيئاً مع مرور الزمن إلى أن يكتشف حين يبلغ سن الرشد أن المجتمع قد رسم له ملامحه وحينئذٍ يشعر وكأنه شخص آخر لا يشبهه فيبدأ بالتمرد على نفسه ومجتمعه ليسترد حريته وذاته ويولد من جديد أما عنوان القصيدة «ألف ولام» فيعبر عن الهوية حينما يشكل هذان الحرفان «ألْ» التعريف ويعبر أيضاً عن الحرية حينما يشكلان كلمة «لا» فالحرية لا بد منها لإنجاز الهوية، والهوية لا معنى لها بدون حرية. وإن الجدلية بين هذين المفهومين هي ما يحقق الولادة الثانية للإنسان.


ألفٌ ولام
د. طاهر عبد المجيد


ما كنتُ أحسبني سأُولد ذات يومٍ من حطامْ

وتكونُ قابلتي جراحٌ في فؤادي لا تنامْ

أَمسي على أنقاض أَمسي قد تجسَّد في قوامْ

وغدي يحدِّق في ملامحه ويسألُ باهتمامْ

هل أنتَ أنتَ أم الحقيقة لم تزلْ تحت الرُّكامْ؟

فيجيبه: لغتي أنا حرفان صمتٌ وابتسامْ

فانظرْ إلى وجهي بعينيْ ناقدٍ لا مُستهامْ

ولسوف تبصر فيه شيئاً سوف يمنحك السلامْ

أتُرى ستسفر هذه الفوضى قريباً عن نظامْ؟

منذُ اكتشفت ملامحي قد بُعثرت بين الأنامْ

وخلعت ثوب طفولتي وبدأت أخشى أن أُلامْ

ما عدت أذكر شكل وجهي كيف كان على الدَّوامْ

حتى المرايا لم تَعدْ هي من يُبادئني السَّلامْ

وكأنَّما صمتي على وجهي قناعٌ أو لثامْ

كم سرت وحدي بعد أن ضيَّعت ظِلِّي في الزِّحامْ

وسألت نفسي كيف أطفئ رغبتي في الانتقامْ

وأنا أفتِّش في حطام الأمس عن ألفٍ ولامْ

حرفان دونهما سأبقى في مخاضي ألف عامْ

ويضيعُ عمري كلُّه في رحلتي نحو الفِطامْ

ولربما يسعى فمي كالجرح نحو الالتئامْ

ما دمت أُنهي كلَّ يومٍ من صيامي بالصِّيامْ

أخطأتُ؟ أعرف أنَّني أخطأت في حقِّ الحرامْ

ودخلت مع أمسي ومع لغتي القديمة في خصامْ

وأبيت أن أضعَ الوصايا بين أطباق الطعامْ

لكنَّني ما زلت فوق الشكِّ فوق الاتِّهامْ

فلربَّما انحدر الطَّريق بمن يسير إلى الأمامْ

وتعثرت قدمٌ تشقُّ طريقها وسْطَ الظلامْ

سأكفُّ عن تبرير ما أسعى إليه إلى الختامْ

فالفعلُ بعد تمامه يُغني الفصيح عن الكلامْ

 

طاهر عبد المجيد غير متصل   رد مع اقتباس