أخي الشاعر العزيز حسن زكريا اليوسف:
«آمين» اللهم ارحمنا أجمعين من هذا الوباء اللعين وارحم الموتى واشف المصابين من كل عرق ودين فكلنا اخوة في الإنسانية وأنت رب العالمين.
أخي حسن:
قصيدتك جميلة رغم صعوبة الموضوع الذي تناولته واستطعت ببراعة تطويعه لقافيتك السلسة وهذا ليس غريباً عليك وأنت تملك ناصية البيان. ولا أخفيك أنني فكرت بكتابة قصيدة حول هذه المحنة فلم أجد ما أكتبه ويبدو أن وحي الشعر تركني وذهب إليك أنت وقد وجد ضالته وأعتقد أنه سعيد بذلك.
الحقيقة أن هذا الفيروس الصغير جداً قد كشف جانباً من الوجه القبيح للحضارة الغربية المتواري وراء بريق منجزاتها العلمية والتقنية. ولقد ذكرت أنت مثلاً على عدالة هذا الفيروس رئيس الوزراء البريطاني (جونسون) الذي دعا إلى ما يسمى (بمناعة القطيع) التي تعني في جوهرها التخلي عن كبار السن والمرضى قليلي المناعة وتركهم لهذا الفيروس الخطير يفتك بهم براحته أمام أنظار من يملكون مساعدتهم تماماً كما كان يفعل الرومان بتقديم العبيد للأسود الجائعة قديماً فكان هو أول ضحاياها. وهذا يريك كم هو عظيم نبينا الذي أوصى بالحجر الصحي قبل أربعة عشر قرناً.
لفت نظري في قصيدتك فكرة جميلة لم تخطر على بالي في البيت الذي تقول فيه:
يا قوم قرّوا في البيوت فدرعنا
هذا التباعد علَّه سيقينا
وكأنك تريد أن تقول إن هذا التباعد المذموم عادة بين الناس أصبح نعمة في هذا الظرف العصيب ودرعاً يحمينا من هذا العدو الرهيب وكأننا في معركة نحارب فيها خصماً يرانا ولا نراه.
الكلام في هذا الموضوع يطول. أهنئك على إنجازك الشعري هذا وأتمنى لك مزيداً من النجاح والتألق.
مع خالص تحياتي.