عالم ٌ آخر وفضيحة محتملة حين يودعنا القرار في ارض صخرية مسننة والقلب حافي وكذلك الأقدام ، لا بطء يهدهد سكينتك الداخلية ولا سرعة تكفي لتفقدك هذا الوعي اللئيم الفضولي تجاه كل ما تفعل ، كل ما ترى، كل ما هو حول، وعي هو مسغبة الوجود والفارق الاعظم بين ما كان وما انتهى وما قد يكون
كيف أتينا الى هذا الجانب نقتات على خطيئة الشهوة في خطوة أولى ، نحتمل التغرب عن ما كنا وننخرط في تافه وكبير ، ثم نسقط ، ونسقط بقوة مثل كل عظيم وساقط، هل نلقي الاسئلة ونضع الخطايا إطارا للمنع والمنح ، ماذا يجب ان نعرف ولم يجب ان ننسى في الرحلة المستمرة اللامتناهية ، ملايين الكائنات او اشباههم عبروا بلا قليل من ندم ولا ذرة من حياء هل لانهم نسوا ؟
هل ولدت معيبة بالتذكر ، لم لم تحددني سكين النسيان لأقع في سكينة السهو وارضى بما انا فيه بل واتباهى وارتفع يقينا مني انني بذلت كل ما في وسعي لأكون ما انا عليه ، كائن معتم يعكس الضوء الباهر من جرم سماوي اقل من ان يوجد كل الوقت او يمنح كل العالم في ذات الوقت لحظة حقيقية من النور
هذا انا الباحثة عن أناي في الأرض واجرام السماء وهي تتنصل مني وتهجرني تباعاً
وقد كنتُ اصانع الوقت وارتجي عتقاً منه كي اصل الى منتهاي في لحظةٍ وحيدة ممتدة عبر تاريخي كله تزعزع ما قد كان وتتخلقني من جديد مثل الجوهر الحر يستباح في يد صائغ فنان فيبوح بشكله الأصيل ، يكاد بريقه القاتل ان يصيبك بسهم عشقٍ لا يترك لعينيك حرية النظر الى آخر ولا لقلبك ما ينبض له سواه وحده، كنتُ اعرف والإثنان منا يراقصان الرغبة الأزلية في الغرق الرحيم في الغِوى حين يدق القلب مثل طبلٍ مدوي في الآذان وتختلج الدواخل للفظ اسم ، اتحول كلي الى فتاةٍ للتو يخفق طائر صدرها مثيراً لوعة القميص الضائق ذرعا بما فيه ، اكتب مثل ممسوسة تجري الى حتفها غير مبالية بما حول متماهية مع معنى مخبوء لا هي تستطيع الإفصاح عنه ولا هو يطيعها فيظل طي الضلوع، ظلٌ بهي يجاذبني نومي ويترك طعماً حلوا ومر داخل حلقي ويتركني بلا درع يحميني من سطوة الفتنة …
انا الأنثى الغير قابلة للطرق والتشكيل ، اخلط الذهب بالفضة في نحري وأزرعني ريحانة ماء في دواخل القلوب ، لا يتذوق حناني من يستطيع السلوى بعده وليس لقدمٍ ان تبارحني ان اردت ، ارقص ليل الهوى كله ولا تنال مني الا ما اردت منحه، آتي مثل هبة الهية تتنزل بلا موعد وتمسح من جبينك لوعة الحزن وضنى المسير وحين ابذر اغنياتي في روحك تتغير كيمياءك الاولية وتصير فيّ ولي مثل ما لم تكن لاحدٍ قط، تنقطع في محرابي لصلاة عشقٍ عتيقة وتقصد العرافات بحثاً عن ترياق يشفيك ولا تجد، الانثى التي لا يكفي وصالها للبرء منها ولا تكتفي منك ان انتخبتك صيرتك مليكاً عليها ، رهن وجودك وانتظارك تصبح مثل فرس لا يروضها الا عاشق وتكون لك وحدك لا شريك لك في فتنتها.