لا أعرف في أي يوم أنا من عدتي لم أتحدث مع أحد بشأنها أعني العدة أو كيف أحسبها ربما لأن شيئاً في داخلي يرفض انتهاءها أو يفهمني بالصمت أن لاشئ سيحدث بعدها فلم تؤرخ أصلاً
هيا أصبحت تزورني أتصالاتها كل ليلة بعد أن أنتهي من عشاء أمي وأبي أجلس على طرف الدرج انتظر مكالمتها وأنا أتسمع إلى همسهما الذي إن لم يكن عن سعود
فلاشك أنه سيكون عما يتفاءلان به على عودته أرى أبي يشير إلى السماء يخبرها
أن العواء أول نجوم الوسم ظهر ترفع رأسها وتضحك وهي تشد برقعها على وجهها إيه والله
لاأسألهما عن الوسم ربما لأني لاأعرف عدد المرات التي أخبرني ناصر عنه وعن وسمه للأرض بالخير
أتأملهما وأضحك في سري أرض جدة سبخة لايعنيها الوسم ولا حتى انتهاء نجومه الأربعة
بمربعانية اجبرتني كثيراً على البكاء في الرياض ودفعت ناصر للشفقة علي وهو يشد فروته علي ممازحاً أخته الكبرى
نوف جداوية جلدها مهوب ضاري على البرد
وأبكي أكثر أرجوه أن يحلف أن لانزور الرياض مطلقاً في المربعانية شئ ما يهيج الذكرى في داخلي واتصال هيا الذي يقويني لايأت
أبي يشعر بغمامة الحزن التي عبرتني وكأنه تذكر أني بحاجة لتفاءلهما ولدعاءهما
مثل سعود وربما أكثر
= نوف عسى ماشر
وأبتسم له - لابس بروح أنام تبون شي
امي تبادر بسرعة روحي نامي يمك
لا أدخل غرفتي حتى ترتعش يدي من اتصال هيا
= خلصت هاه وش الاخبار
هي عادة تسأل عن الأخبار لكنها لاتبدي إهتمام وأنا أحكيها قد تغير الموضوع في لحظة بإخباري مثلا عن القينة وباد وبيعها لقيان السقيفة كريمات تبييض تظن هيا
أن كارثة ستحل على العطف ليس باختفاء السمار الجميل بل ربما بموت سمراوات بيشة نتيجة تجارة وباد غير المشروعة
أضحك للغتها الساخرة التي يظنها من لايعرفها جادة فيها لكنها تنكشف عندما تنخرط في ضحكة شقية
= ما أكبر عالمك
أهمس لها فتقول بجدية
-ليش
طالبات وصديقات ومديرات ومشرفات ونساء الديرة ورجالها عالمك كبير كبير
تتنفس بعمق ثم تقول
ومنهو صغر عالمك يانوف
تطأ كلماتها جرحي تماماً وكأنما تتعمد إيقاظه بعيداً عن جراحها
وددت قول الكثير لكني غالباً جبانة أمامها لم أقل لها
أن مثلما أحتاج لعالم واسع هي لاتملك عالماً صغيراً
يوما ما سيذبحها الإزدحام
ودعتها ونمت