سأبتسم ... و أمضي
لن أنظر للأمام ... فكل الأشياء خلفي ...
لكني محكوم على قلبي أن يغادر مقعده ...
و محتّم عليّ أن أمشي ... و الاتجاه مجهول
فكل الاتجاهات لا تعرفني ...
و كل الطرق لا تملك لافتة ... لأعرفها
الاحتمالات لا تُحصى ... بين ما يؤدّي ... و ما لا يؤدّي
بين الأهداف الغامضة و الأحلام الضائعة ...
و لا أملك إلا قدمين ... توأمين ...
و الخطوات الحائرة ... مندفعة سائرة على سبيل اليأس ... و العين شاخصة نحو سماء حبلى بالآمال ...
و لا منتهى من كل ذا أو ذا ... إلا بسفك دماء الذاكرة ...
حتى تنزف كل الأشياء ... كل الأسماء و الملامح و الأمنيات ...
و تهتك كل بوابات الأمل ... و تنكشف عورة الفقد
فلا أحد خلف تلك الأبواب ...
لا صوت ... لا أنين ... و لا نداءات خفيّة ...
كل ما خلفها صرير الفراغ ...
و وحشة الحنين ... اغتراب في عقر دار المشاعر التي قيل أنها مخلّدة
و لم يخلد إلا حزن الروح الثكلى ...
رغم أن هذا اليوم ...
هو يوم أشعل فيه الشمع الذي بقي متقداً لعشرة أعوام ... و لا زال في النفس شغف لتشعل شمعة أخرى ...
لتحتفل ... بولادة صبيّ رأيته رجلاً قبل أن يبلغ الحلم ...
و قرأت ملامحه لأعوام طويلة ... في كل صفحة من صفحات كتاب أحلامي
و كأني به ...
جاء ليرحل ...
ليزرع في صدري روض لا يزهر إلا به ... ثم يهجره و لا يبقى منه إلا شوك احتياج
كل وخزة منه تهرق دمع القلب ...
و حكايات العين تشهد على حديث ما ذبلت أزهاره يوماً في عيني ...