أعتقد غيرَ جازمة بأن أحد أسباب تغييب بعض النصوص لفهد عافت هو فهد نفسه
الشاعر فهد عافت ذكي ويعرف كيف يفكر وكيف يدرج قصائده ويقدم الأجمل منها
ولكن وربما كان يحمل قناعة أخرى هي "" الجمهور عاوز كده ""
ولا نختلف على أن فئات الجمهور مختلفة فليس من المنطق أن يكون جميع متابعي الشاعر فهد عافت
هم من النقاد والمدركين لحرفية القصيدة . . والأكيد أنهم يختلفون بفئاتهم وذائقتهم عن بعض
أنا بصراحة أحب كل ما يكتبه هذا العملاق . . وأحب كثيرا قصيدة ( مريم )
مريم.. وتضحك يرق الماء ويصفالي زماني
......... والمكان يطيب والرمـان يتكدس .. هنيا
قلت: رحلتنا تبي سكر .. وترنيمة اغاني
......... جاوبت: هات الاغــاني واترك السكر عليا
من شفايفها .. صباح الخير شكل وطعم ثاني
......... آآآه .. لو تدري وش تسوي صباح الخير فيا
تاخذ الما من يديه توصله شط الاماني
......... واهنييّ كلمّا مريم خذتني من يديا
اذكر اول ماتلاقيــنا.. تسمـرت بمكاني
......... حاولت عيني تشوف الدرب مير القلب عيا
الحلا فيها من اقصاها ولا للزين داني
......... كل مافيها خلقه الله من طلعة محيا
كلما عزّ الطلب عندي وقالت لي: عشاني
......... قلت: من هذي قبل هذي .. وجابتني حميا
قبلها.. ما طاعت اقدامي طريق الاّ عصاني
......... بعدها.. ماظل حلم أخضر بصدري ماتهيا
راااااااائعة يا مريم
قصيدة أخرى وروعة هي الأخرى . .
انا اصـدق الناس .. واعدلـهم ..
الليل موحش .. غريب .. وحيةٍ رقطا .. وديجـور
والليل طيب .. ودفا .. واخت تمازحني .. ونوّار
ساعات احـس ان هذا الليل : نبش عـظام وقبـور
وساعات احسّه : فرح بنت برسالة حب واسرار!
كم ليلة كان فيها الليل : عبد .. رطب .. محفـور !!
وكم لـيلة كان فيها اللـيل : ((جيفارا )) وثـوار !!
يا ما تكدس .. وهو يشـتم (( عيال الكلـب )) مخمـور
وياما ( تسندس ) وفاح اللون الأخضر وأربـك الدار !!
له ألف مليون صيغـه .. في يديـه النار والنـور
وهو شيئ ثالث .. بعيد عن انفلات النور والنار
يا ليلة .. ليلها زرنيخ منـفـي يابـــس .. بــــور
لي ليلة كان حضن أم .. وثـلاثة أيتام وصغـار !!
ليل اتـشــمشـم به اللـي مر ..نـكهـة خـبز تــنّور
وليل اتجـشم به اهوالي لحالي .. واصبح كثار !!
انا اصـدق الناس .. واعدلـهم .. وانا البهـتان والـزور !
يا قطعة النّرد .. شوفي وش بقى لي .. بي .. من اعذار !!
في داخلي قـصـة غـياب غريـب يـشعل حضـور
هذا اليباس بعروقي .. يلعن ام الوقت .. لا ..جار
غاب الطفل ، قلت طيّب .. غاب بعد الطفل عصفور !
طيّب .. وغاب الثمر .. طيّب .. وغابت كل الأشجار!
غابوا محبين .. طيّب .. غبت أنا طيّب .. بكت دور
طيّب وبعدين يا طيّب ؟! .. وش اللي ظل ما صار ؟!!
تبسمت لي مرة .. قالت تعال .. وطاش بلّلور
بالحكمة اللي تضاحكنا عليها دمع وغبار :
ما دام دنـيا .. وترفعـها قـرون السـيّد الـثـور
وش يزعل العاقل ان نادى عليه حمار : يا حمار ؟!!!