الأمر قد يبدو خارقًا للعادة ، ففي بقعة تنزوي شرقًا قد لا تستبين معالمها ، وادٍ صامت يشقها وكأنما يحفر طريقه بمناجل الغضب ، وقمم تدببت بالكاد يقف عليها الطير ، وسهول تجود حينا وأخرى نكدة ، وقرى متناثرة اختارها أهلها بعناية فائقة فاحتلت من الأطوار العالية أوعرها طريقا وأخطرها سكنا ، الحياة في تفاصيلها تبدو شبه مستحيلة ، وهذا ما دفع قاطنو هذه المناطق للتأقلم معها ، فصاروا شدادًا كأنما بعثوا من صخوره الصماء ، جُلفًا كأنما هاويات( المشبّه والشقره) انتزعت من قلوبهم الرحمة، اذا البيئة رغم وعورتها واستحالة العيش فيها إلا أنها تنبض رغمًا بالحياة قبل مئة عام ...
في هذا المحيط كانت لحظات الحياة الأولى ولازالت بعد أن هلت سحابات الخير وقام وطن عظيم .
