قيل ( باب اللي يجيك منه الريح سدّه و استريح )

أغلَقَت كل الأبواب ... في محاولة لصد الرياح العابثة ...
و شرّعت باباً يتيماً ... مفتوح على روض من رياحين الكلام و نقاء النوايا و صدق الحديث ...
حتى عواصفه كانت تأتي على نسائم شعور عنيف ... لا يمكن تجاوزها بسلام ...
تُشيع فوضى محبّبة و تقلب موازين العاطفة ...
حدّثت نفسها : أنا لها ... و لا شيء سيثقلني !
ارتَسم الطريق ... و بدأت مسيرة الذهاب و الإياب ... خارج حدود الواقع ...
لحدود أكبر بكثير من أن تُنكَر ... أو تصنف كحالة عبثية
الشوارع و الجدران و المقاعد و الهواء و الطيور و الأبواب و عقارب الوقت المتسارعة ...
كلها كانت حقيقة لا ريب بها
... الأصوات و الوجوه و الأنفاس و قطرات الماء و زجاجات الحديث التي لا تنضب
كلها كانت ملموسة و ذات أثر ... بل آثار
إن لم تطبع آثارها على الملامح و الأجساد التي تحاول أن تسمو بالزحف ...
سيجد أي طبيب تشخيصاً وهمياً لكل تغيّر تعاني منه ...
شكواها معتادة لكن ... غير متجانسة !
وجع في كل الأطراف ... و ألم لذيذ في الأعماق
جفاف يغزو الشفاه ... و جفن يتسرب منه ماء مالح يجري على خد ... و يحفر في الصدر
أطرق ساعة ... ثم قال : اقرَئي أكثر و اكتُبي بلا قيود
ثم استسلِمي للبكاء
... لا ترياق إلا في ...
ثم أطرق صامتاً
حيّرته ابتسامتها و جموده
...