في زمن شحّ الكلام ... و بخل النفس عن تهيئة سلام مادّته الوفاء ... لا أكثر
ينبري من الذاكرة المكتنزة مشهد قديم ...
ربما يعتبر الركيزة لكل ما كنا عليه و فيه ...
هو و الكون آتٍ على أثر خطواته العجلى ...و الحياة تطلّ من خلال عينيه
و الوعود تسبقه و يسابقها ...
هي ... متوجّلة مقبِلة على أمل ... تغرس لافتات حذرها و تعلّق على فضيلة الصدق أحلاماً قديمة
ثياب الحزن التي يرتديانها اهترأت صبراً ...
فكان نزع ثوب الحزن هي شغلهما كلما التقيا في الأمسيات المسروقة من واقع ساخر ...
وضعَت علامات التوقف ... و لكنه لم يتريث !!
وهي ... تسرّ في نفسها : قد وصلتُ أخيراً !!
هو يعلم بنواياه ... هي تخاف غدر الحياة المتكرر
هو ... لا يرغب بشي ... بل كل شيء حتى الغير ممكن ...
هي ... تؤمن بأنه : لا كرامة بين المحبين !
و بدأت رحلة الحب و الهدر ... حتى قرر هو أن : كفى !
و أغلق صنبورها و أسدل جفنيه و استسلم للموت حياً ...