و الكون في أزرارة و هدومه
للعطر لا توفي و لا لقباح
مدت الكفوف الناعمين كأنّهم
ثلج تداوله مصب طلاح
لا تفلح الدّنيا و يفلح امرها
إلاّ بعشق كالشعاع صباح
فرح على حيد المياة و أثلها
يلقى حمائمها بأزهر فاح
خير الحقائق في هواي حديقة
غناء ذات تودد و سماح
تدني الحياة على مدى إيقافها
وانا مثبت جيدها و الراح
سكرى المدينة أين من آداره؟
خمر العيون و أين خمر الراح
مبك الحداه فخلف كلّ خفيّة
للكأس يكمن منه ألف سماح
شقر المفارق بالصباح و بالندى
فيدار رأسك من أذى و قباح
و اقبل بكفّيك الحلاة تحديا
منها لأول مختف بالسّاح
العشق من بدر السماء سفينة
فابسط بحور كنوزه بالرّاح
لا تصد من قمر المياة فربّما
أكفت إشارتها عن الإصباح
بحر الحياة إذا اختفيت بركبه
أغناك موجته عن السراح
اختر لعشقك ميتة محبوكة
بين النّجوم على الأثير الصاحي
للموت في المجج اللذيذة رجفة
سكرت ببؤبئها على الصحصاح
عوّذت بالله الجديلة من أذى
خرقاء حاسدة الجبين وقاح
حسدت على خصل النديّ و عرقلت
فالقوم لا تدري و لا أصباحي
زهو العيون و لا أقول شفاتها
و كل تردد نقوة المجتاح
متفرد الردفين من ميلانه
ماذا تركت لسارة و سماح؟
أغنج تنثرت الكنوز فما رأت
عند الفصوص كنوزه اللّماح
عقدت ضفيرته لأسحار الدّجى
فتزينت منها بألف صباح
من راح يشعل في خوالجه الدجى
بانت عليه أشعّة المصباح
تعوي الصبابة في الضّعيف مثائلي
و تكف عن عدو المريح رباحي
و أنا الذي وسد الشجون جنانه
و بكى لكلّ مقرب مرتاح
أمحول الدنيا عقيقا فاخرا
يكفي العصور بلمعة اللّفّاح
دوّن إليك ففي الطقوس بقيّة
من شمعة و طفولة و سماح