قسوتُ على الطفلة داخلي كي لا ترتكب حماقات لا يغفرها أحد، كانت طفلة عنيدة لا تتعلم من أخطائها، تكسر الألعاب كي تعرف ما في داخلها ثم تبكي طويلا لأنّها كسرتها! أصبحت مثل تلميذة ترتاد مدرسة داخلية، شعرها مرتّب، حذاؤها مربوط جيدًا، تجيب برصانة إما بنعم وإما بلا، تستيقظ في الساعة السادسة بالضبط لا دقيقة زائدة ولا دقيقة ناقصة، تجلس بظهر مستقيم، تأكل بفم مغلق وتمضغ اللقمة جيدًا وعندما تنهي طبقها لا تطلب المزيد، تدّربت على حبس الدموع حتى تعود أدراجها وكيف تموت بصمتٍ قبل أن يستيقظ النيام، الطفلة الشقية لم يكن يحبها أحد سواي والطفلة المنضبطة يحبها الجميع عداي.
من رواية ماء وملح
الكاتبة سارة النمس