منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - هل حقَّاً أخطَأنا حينَ فَضْفَضنا ..؟ (على مائِدة الحِوار)
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2018, 08:27 AM   #56
منى مخلص
( أديبة )

Smile


هل حَقّاً أخطَأنا حينَ فَضْفَضنا ..؟!

في الغالِب تَكونُ فضفضاتُنا على مِنوالِ الزّفَرات تَرعاها بِشَكلٍ رسميٍّ
بُنَيّاتُ الغَصّة
هل حديثُنا عن الظروف السيّئة التي مَرّتنا وتمُرّنا يُوطّد أثّرَها فينا أكثر
أم أنّنا بِحقّ نتخَفّف حين نَبوح
بِرأيِكُم، الألَم فينا يَتقزّم بالحَديثِ عنه أم يَتعَملَق حتى لَنراهُ بِوُضوحٍ أكثَر
ونَشعُرَهُ بِقوّةٍ مُضاعَفة،
لِيُصبِحَ رَفيقَنا مُنذُ وِلادَتِهِ من رَحِمِ الظّروف إلى أن يَكبُرَ فينا كُلّما رُمناهُ حَديثاً بُغيَةَ التّخفّف ..
--------------------------

يسعد صباحك ياقلبي بكل ماتحبين
وسأخبرك ياغالية ماوجدت من تجربتي الشخصية بعد هذا العمر الذي اكرمني الله به نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



ماتفضل به المذكور صحيح ولكلامه أدلة عندنا في الدين ان كان في القرآن او السنة الشريفة
قال تعالى في كتابه العزيز :

مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ


فحين تدع النفس تسرح في اوجاعها ومخاوفها وقلقها سيزداد ويكبر ويطول وينالها السوء منها وفيها بالنهاية

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
«لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ».


وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يحب التفاؤل ويشجع عليه رغم كل مامر به من عناء

«لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الفَأْلُ» قَالُوا: وَمَا الفَأْلُ؟ قَالَ: «كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ».


الخلاصة ان الانسان عندما يغرق نفسه بالهموم أيا كان نوعها سيغرق فيها فعلا ويتعب ويمرض وووو الخ

أذكر أنني كنت أكتب عن الحزن والخيبة والخذلان وأوجاعها كنوع من الفضفضة كانت تريحني احيانا وتجهدني احيانا اخرى - وأسترسل في ذلك حتى أحاطت بي من كل جانب ووضعتني في مكان لا أحبه لنفسي امام الله عز وجل اولا الذي فضل علي في كل مناحي حياتي و حتى وقفت أمام هول ماحل بسوريا وشعرت بضآلة كل ماكنت أعانيه أمام هول عظيم لانجاة منه الا بالله عز وجل والتفاؤل برحمته وقدرته وحده لاشريك له..


الحديث عن أي ظرف سىء نمر به وتوثيقه في ملازم تبقى معنا ترسخه فينا وتجعله صعب ومعقد وملتصق لايزول الا باذن الله اما ان تحدثنا عنه باستخفاف وكما اقول بالعامية (بربرة ) فلن يبقى باذن الله ويزول بشكل أسرع من أعماقنا اولا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حتى في العلاج النفسي يقال انك اذا كتبت مايزعجك ويقلقك مثلا في ورق ثم قمت بحرقه فأنت تساعدين نفسك على التخلص منه ومن اوجاعه بسرعة عجيبة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الفضفضة مريحة وجميلة وتخرج مكامن النفس الى الهواء الطلق ليذهب مع الريح بعيدا عنا على أن لانحتفظ فيها او نرسخها او نعود اليها في كل حين .!

علينا أن ندرك جيدا ان ماحدث قد حدث ولافائدة من العودة اليه الا لو كنا نريد ان نبقى في ذات المكان الموجع طيلة العمر
فهو كالنبات المتسلق كلما سقيناه نما وترعرع واستطال ومن ثم خنقنا بكل مامنحناه من قوة خرجت من أعماقنا نحن لاغيرنا .!!

فلنكتب عن الأمل والاستخفاف بالوجع والخيبة والخذلان ونرسخ الفرح والتفاؤل بالله العزيز القدير ومانكتبه سيتحول الى واقع باذن الله
أليس ذلك أفضل من العكس نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة ؟

 

التوقيع

لاشىء يشعرنا بالهرم
اكثر من انطفاء جذوة الحياة في اعماقنا

منى مخلص غير متصل   رد مع اقتباس