أقاوم في ساحة المعركة وحدي .. السيف أنا و الجريح أنا و كل الضحايا هي أجزائي .. و ما بين الدماء و قطع الصفائح المنشطرة من جسد قلبي .. أندب نفسي بقسوة .. لأنني لم و لن أحافظ عليها .. لا بأس في أن تراودني فكرة الانتحار كثيرًا تلفحني ذرات الهواء حاملةً معها رائحة الموت .. لا أجد في أيامي أي ملامح للحياة .. يخالط برودي رغبةً ملحة في الاختفاء .. البعد عن كل شيء و الخلو بنفسي .. مع أنني أكرهني للحد الذي لا أستطيع فيه وصف سوئي .. اخفي الجراح بضحكتي و الكل يمدح ضحكتي .. لا يسمعون صوت الأنين و صرختي .. يزداد حجم الخوف مني .. لم يدرك ذلك أي أحد من عائلتي أو أصدقائي .. لم يلحظ أحدًا أنني أمضي و أتقدم غائبًا عن الوجود لا أملك سوى مشاعر جثة غارقة في بحر من الدماء .. أن وجودي في العالم أصبح مجرد هلوسات .. أبرر هذا الذبول الذي يغطي ملامحي بأني كما الزهور .. تمر بي الفصول .. أعتصر الألم مع كل إغمائاتي ليلًا .. أسقي وسادتي الدمع حتى ترتوي .. و تزداد روحي عطشًا ... أحكي بصوت مبحوح بالصرخات سجينة أضلعي .. عن بسمتي التي كان يخضر معها البستان .. عن ضحكتي التي كانت تناغي الفراشات . . عن نضارة وجهي و بروز ملامح الحياة .. لا بأس أنني أقيم عزائًا يلازمه الصدى .. عزائي و النحيب على كل المشاعر التي لم أقدرها .. سئمت أنا .. جف القلم ..