كيف استطاعتْ في وقتٍ قصير ملء هذا المكان اللامتناهي؟
و هو يفتش في ذاكرته السحيقة كان مضطرًا - في كل مرة - لإزاحة شيءٍ يخصها
بينما هو يبحث عن شيءٍ يخصه .
فسأل سؤاله كمن يتذمّر من زيادة السكر في فنجانه؟
بلقيس .. كتبتُ ما سلف في زمنٍ يسبق زمنك ، و بحزنٍ يخجل من حزنك ،
و لا أخفيكِ سحرًا : عبرتُ ذاكرتك من " أدرك تمامًا " إلى علامة التعجب المرتبكة خلف " الأسى " ،
عبرتها بحذرٍ يشبه حذر الأعرج الذي يسير في حقل ألغام . - لأني أدرك قيمة الكاتب و المكتوب -
راهنتُ على فطنتي - بادئ الأمر - في سبر غور النص ، لكن عاطفةً غامضة اعترضتني
في روحٍ منسكبة ، فخسرتُ الرهان و ربحتُ مُتعة القراءة .
بلقيس الرشيدي
إنْ كنتُ أطلتُ في الرد .. فـ لأنّ قليلكِ كثير
إنْ كنتُ قد اختصرت .. فـ لأنّ مُجملكِ مُدهشٌ حدّ الخرس
اكتبي يا شقية فنحن جوعي ، و الحروف على وقع أناملك : حقول سنابلٍ تنتظر الحصاد .