نَقْشٌ على
حواشي الخاطِرة
رَهَقٌ وسراب
أتعبني الرّكضُ
فدعني ألتَقِطُ الأنفاس
لأُجَمِّعَ فَضْلَ رحيق الحِكمَةِ
مِن مُتأرِّجِ وردِ الإحساس
وألُمَّ فُتاتَ الفِكرِةِ
مِن مُتناثِر سَقْطِ ذكاءِ النّاس
وأعِرني الرؤيَةَ والإزميلَ
ليَخْلُد فَنُّكَ يا فِدياس
ولأنحتَ إبداعاً مُلهِم
أُهديهُ لأروِقَةِ المِربَد
ولِكُبرى ساحاتِ يتوبيا
وأُلَوِّنَ أنفاسَ المشْهَد
وأُكَحِلَ عينَ
شموخِ الفِكرالحُرِّ فلا تَرمَد
وأُزيّنَ جيدَ حروفٍ
تحمِلُ جيناتي وبِها تَصْعَد
لِتَزُفَّ الفِكرَة للمَنطِق
ولكيما فَجرُكَ يتجَدَّد
جَرِّدْ إزميلَكَ يا فِدياسُ
وعَلِّمني
كي أنحتَ تمثالاً
لسُمُوَّ ونُبْلِ الأخلاقِ
لربيعِ النّفسِ لجَلوَتِها
لخريف الأدَبِ الدَّفاقِ
أصقِلُهُ ثُمَّ أُجليهُ
وبلونِ الحُبِّ
أُزَيِّنُهُ وأُجَمِّلُهُ وأُوَشِّيهُ
أتَحَسَّسُ
خيط َ النّورِ السّارِقِ جذوتَهُ
مِن ومْضِ عيونٍ تشتعِلُ ذكاء
أتتَبّعُ دَفقَ النّبْعِ
السّاكِبِ فوق جبين الطُّهرِ ضياء
أحتَسِبُ الماء
أرتَقِبُ السّاقِطَ مِن قطراتِ الضُّوْءِ
أُجَمِّعُها في ألفِ إناء
أتَزَكّى مِن دنَسِ الأهواء
أتَشوَّفُ فجْرَاً
تمسَحُ فيه الشَّمسُ
جبينَ الشَّفقِ الرّاشِحِ ألقاً
تتفتَّحُ أكمامَ الأشياءِ
وتعبُقُ نُبلاً وصَفاء
فأراها كُلاً مُنسَجِماً
وكما تبدو
لا كيفَ أُوِدّ ُوكيفَ أشاء