هل علينا أن نسبق العمل بقول ...
ألا يمكننا أن نعمل بصمت من قبل و من بعد
أن نفكر بشكل جاد ... و نحاول ألا نفهم الأحداث بمحدودية انغلاقنا
و لماذا نبحث عن أجوبة لأسئلتنا الشاذة داخل كتبنا و بيوتنا و تراثنا
...
الجواب لن يكون مفتاحاً صالح للدوران داخل عقولنا ...
سأخرج من عقولهم و أبني لي عقلاً يخصني ....
و قلب يخصني ... و وقت يحاول الاكتفاء مني ...
لم يبق منهم إلا الكثير الكثير ... الذي يشبه أعجاز النخل ..
جذعها متعفن و انتزاعها من الجذور مكلف ....
أول المحاولات طالت الوقت الذي تبدّد ... فاستعدت منه عقارب الهدر ..
كنت أراقب العقارب و أنقصها من عمري ... مضت ساعة و يوم و شهر و عام ...
و في الغد أشعل شمعة و أودع عاماً آخر ضائع ...
لن أحسب للوقت حساباً ... و لن أوزعه بالمجان ... و سأشعل شموعاً لا تحصى ...
و أقول : هذا العام مختلف ... هذا العام اقترفت فضيلة و أكثرت من السكّر ...
و انحرفت باستقامة توازت لها أضلاعي المشتبكة ...
أما قلبي ... إنه في يدي
انتزعته بقسوة من مكانه ... وضعته في رأسي و مشيت كالمخمور الذي ما ذاق طعم المسكِر ..
لن أسمح له أن يحب ... إلا من خلال عقلي ...
فعلى الراغب أن يطرق باب عقلي ... و الحديث هنا ذو شجون
فمن ذا الذي سيطرق بابي ... و كل أبوابي تم إغلاقها ...
و عليها لافتة : لا أحد هنا !!
كل الحواس منصبّة ... كشعب مسلوب الإرادة منقاد باختياره ...
ليدلي بنفسه و يضع بصمته على الأوراق و الجدران و السقف و الأرض ....
فمن ذا يمكن له أن يخترق وحدة الشعور ... بطرقة لا صدى مسموع لها ...
لسنا مسيّرين ... بل مخيّرين في انتقاء الطريقة المثلى للحياة و الموت ...