.... [ إليه ] ....
فمي لا زال مغلقاً ...
إلى الآن ...
أنا أخاطب النصف المتاح بنصف اندفاع ..
أنيق هذا المدى ...
بكل التشوهات ....
و عجولة هذي الروح .... تريد أن تستلقي
و أبعد المدى ... عينيك .. و فيهما أبدأ الركض ..
حتى أصل ... ما يمكن أن يوصَل
ما قد أستطيع أن أقترب منه ... مهما كان أكبر من طموحي ...
أستطيع الآن أن أكتب : هذا الحرف ملكي ... و تبت يد السرّاق و من يشتهي لثم الخيال ...
سأرخي للنسيان العنان ... و أدع لفطرتي حرية العمى ...
فإما نُساق للبحر ... أو للحقول ..
و لا زالت ذاكرة ساقي قوية ... تهوى الضياع في الصعب ... حتى أجد السبيل
ربما لا أحمل في جيبي عنواناً مفصلاً ...
إنها هوايتي ...
أن أضيع ... و أجد نفسي .. كطفلة تائهة يمسك بها أقرب غريب ... و يبحث عن آخر آثارها المحتملة ..
و ربما .. غضبت من نفسي ... و انتظرت الليل كلّه على حافة الغد ... لأزرع بستان هدوء لا لشيء ..
سوى لأنه لا أملك أسباباً كافية ... لأبكي ..
فأرسم دوائر ... و أزرع ... و أكتب حكمة سخيفة .. و أحفرخندقا في ذاكرتي ...
أعود لأرسم زهرة ... لقد أزهر بستاني ... و أكتب شعراً .. عن الزهرة
ثم أطرق السمع لرأسي ... هذا الصوت يأتي من داخلي .. أم إنه الوهم ...
لا ..
في الحقيقة هنالك صوت ألقى الشعر صباحاً على صدري .. كتعويذة تقيني اختمار النوايا و طيشها ..
هل تعلم يا عاصف لا يدعني أهدأ ...
لقد فشلت في تسكين هذا الوجع ... المصاحب لوقع أفكارك عندما تمشي في دمي ...
أعترف و الاعتراف هنا ليس فضيلة ... أني لست مخيرة ... و لا مسيّرة ..
بل إنك سارٍ في دمي بلا خجل ... نزعتَ خمار الحذر بلا حذر ...
و طرحتُ على منازل القمر تساؤلاتي الخفيّة ...
أولها يأوّل آخرها و أوسطها يحيك مؤامرة الرفض و خامسها يراوغ في علامة الاستفهام و يحول السؤال إلى أمنية ...
لا القمر أجابني ... و أنتَ ماضٍ في حكمك ...
عليّ أن أعثي في اللغة و دفاترها ... و أركّب جملة لا يفهمها سواي ...
أطوق بها عنقي ... فإن لثم عنقي و تكلم ... فإنه الجاهل بما يعلم ..
و إن لثمه و تأمل .. فالسرّ تجلّى ..
كاذبة أنا ...
و إن صدق حدسي ...
أو خاب ظنك بي ....
لا تعول على يدي ... ولا فمي ...
عليك بنسف الصور كلها ...
كل الخطوط هراء محكم ..
و البدايات ليست أصدق و لا أجمل من النهايات ...
استوعِب هذي المأفونة ....
لا تنسج الخيوط حولي ...
بل اغزلها من فمي و أصابعي ..
لست خارقة كرجل العنكبوت الخرافي ...
لكني أعشق مهارة التسلق على جبل الفكر ...
حتى أصل إلى قمّتي ...
و هناك ... سأعلن نهايتي و أبدأ من جديد
من يدري ... كيف يكون شكل الحياة من قمّتك ...
المشهد رائع ... و ألوانه باهرة