لا أزال أتنفس ...ولا تزال الروح تصارع الجزع بلاحول ولاقوة إلا بالله - وحسبنا الله ونعم الوكيل , في كل مرة تسقط قذيفة بالقرب من بيتي أتلو آيات الذكر الحكيم فيهدأ كل شىء حتى أصواتهم وهم ينادون على المنابر وضجيج أقدامهم هنا وهناك
وأصوات الندب والسب والنواح
أكثرت من الصيام وقراءة وحفظ القرآن فلقد كان ذلك بلسما لكل مايعتريني وكنت أحمد الله أن هداني لذلك وأنا في عز الحاجة اليه
وحالما يهدأ كل شىء أخرج من بيتي ملتحفة عباءة الاخفاء لعلي أصل الى المكان الذي تم افتتاحه مؤخرا سوقا لكل شىء بعد احكام القفل على الطريق الى سوق المدينة الاساسي وأتعجب حين أجد ماأحتاجه ولكن بأسعار خيالية - من أين يأتي كل ذلك وكيف؟؟؟؟
قيل لي أنها معونات تدخل فيتم بيعها للناس - وقيل ان الدولة تدخل شاحنات من المعونة تضعها للناس فيأخذونها ويبيعونها وقيل الكثير الكثير ولااحد يعلم حقيقة كل شىء سوى الله وحده .!!
باتت التجارة تتحكم في كل شىء حتى في مصير البشر وقوت يومهم - أبتاع لنفسي بعض ماأحتاج وبعض ماتحتجنه بعض النسوة اللواتي يلجأن الي عند الحاجة ومن ثم أهرول الى بيتي مسرعة وكأنني بذلك أفر من كل هذا التشوه الذي حاق بنا
لأدخل بيتي بكلي لعلي أنسى ماشهدت من حريق - وحده يذكرني بماسبق من حياة كنا نحياها بخير وأمان ..!!
في احدى مرات خروجي رأيتهم يحملون مناسف اللحم والرز الى مركزهم فلم أستطع الا ان اقول لهم - أخفوها فهناك جوعى يشتهون كسرة خبز ..!!!
لم أعد أرغب الا في شىء واحد وهوأن أحمي بيتي من خراب قادم لامحالة - مالذي جاء بهم الى هنا ولماذا هنا ؟وإلى متى ؟؟؟
أسئلة كثيرة تؤرقني ومامن إجابة شافية - لملمت مخاوفي وأسئلتي وحيرتي وعدت الى تجاهل كل مايحدث خارج أسواري لأقضي يوما بعد يوم بذات الروتين وذات الصبر - وحقيبة خروجي المفاجىء الصغيرة عند باب المنزل تنظر الي بعتاب شديد وانظر اليها برجاء أشد أن تصّبري فمازال للأمل في صدري بعض وجيب
كنت كالمرأة التي ناءت بحملها تتوقع (لاتنتظر) ولادتها المفاجئة بحقيبة أصغربكثير من أحلامها - مخاوفها
الا أنها لاتتعجل الخلاص الصغير فالخلاص الأكبر غايتها
لعل الحرب تضع أوزارها ويبقى ماتبقى بخير ...!