منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ليلة الأربعاء (9) جِنسيّة وجِنس الكاتِب هل يؤثّران على مِقياس التّفاعل ؟!
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2017, 01:50 AM   #51
رشا عرابي

( شاعرة وكاتبة )
نائب إشراف عام

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سلمان البلوي مشاهدة المشاركة


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

تحيَّاتي لك، أ. رشا، ولضيوفك الكرام، ثم شكري الجزيل للمتداخلين وتقديري.

أثرتِ موضوعًا قد يبدو للوهلة الأولى سهلًا وميسورًا إلَّا أنَّه في حقيقته شائك ومعقَّد، بدءًا بالمفهوم ذاته -الأدب- وانتهاءً بالمتلقِّي؛ فللأدب تعاريف كثيرة ونظريَّات عديدة ومتنوِّعة ومدارس وفنون وعلوم... وللمتلقِّي ظروف وأحوال وثقافات وأذواق وغايات وأهواء... والتَّعامل المجرِّد مع المادَّة الأدبيَّة والحياد والموضوعيَّة شرط نبيل وأصيل يصعب تحقيقه دائمًا في ظلِّ المؤثِّرات الأُخرى والاعتبارات الثَّانويَّة والدَّوافع الخفيَّة، والّتي قد لا تخلو في بعض الأحيان والأحوال من الأمراض الاجتماعيَّة والعقد النَّفسيَّة والأهواء الشَّخصيَّة والمصالح الخاصَّة والمطامح الذَّاتيَّة والمطامع... ثمَّ إن استطعنا -على سبيل الافتراض- تحييد كلِّ هذه المؤثِّرات السَّالبة والدَّوافع والاعتبارات في تعاملنا مع الأدب الورقيِّ فإنَّه ذلك يبدو مستحيلًا مع الأدب الرَّقمي؛ بسبب حساسيَّة التَّفاعل المباشر والتَّواصل مع النَّصِّ والنَّاصِّ، وبسبب استحضارنا -غالبًا- لشخص النَّاصِّ وانطباعاتنا الشَّخصيَّة عنه...

من ناحية أُخرى، تتعدَّد خلفيَّاتنا في إصدارنا لأحكامنا على النَّصِّ الأدبيِّ وتتنوَّع، ولا تقتصر -فقط- على الاعتبارات الأدبيَّة أو النَّقديَّة العلميَّة، إذ يُغلِّب بعضنا الاعتبارات الدِّينيَّة أو الاجتماعيَّة أو القوميَّة أو القبليَّة أو الحزبيَّة أو الفكريَّة أو الشَّخصيَّة... وقد يبلغ بنا الأمر من التَّردِّي درك تغليب المصالح الخاصَّة، مادِّيَّة كانت أو معنويَّة...

بين الأخلاق والأهواء هوة عظيمة وسحيقة، وبين ما يجب من حيث التَّنظير وما نجد واقعًا ماثلًا وقائمًا بون شاسع، فنحن قوم نردِّد ما لا نفعل -إلَّا من رحم الله وعافى- ونظهر خلاف ما نبطن، ويجرمنا شنآن بعضهم فنظلمهم ونقصيهم ونحاربهم، بل وقد نتجمَّل ونوجِّه ونرشد وننصح ثم نأتي عكس ما نقول وننظِّر مع سبق القصد والإصرار والإمعان في الإضرار والإضلال.

المثاليَّة شيء، والواقعيَّة شيء آخر، وواقعنا يشهد بما لا يسرُّ ولا يشرِّف ولا يبشِّر بخير. ونعم، جنس النَّاصِّ له تأثير بالغٌ وحضور طاغٍ ودور عند كثير من المتعاملين مع الأدب والمهتمِّين به، وجنسيَّة النَّاصِّ لها دور، وعقيدته، وفكره، وجاهه، وسلطانه، وطبقته، وجماعته، ووظيفته، ومهنته، وقبيلته، ومعارفه، وشهادته، ومركزه العلمي والاجتماعي، ورصيده البَّنكي.... وصولًا إلى النَّادي الرِّياضي الَّذي يشجِّع، والفنَّان الذي يفضِّل. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الأدب الجيِّد وحده لا يكفي، إلَّا فيما ندَّ وندر وشذَّ عن الغالب والسَّائد، والمبدع الجيِّد لا يبلغ النَّجاح بالإجادة فقط. ثمَّة من وصل معتمدًا على نفسه بعد الله، وهؤلاء قليل، وثمَّة من زهد وتنحَّى من تلقاء نفسه، وثمَّة من حورب وحوصر بسبب مخالفته للمألوف أو للمطلوب أو بسبب اصطدامه بالقيم الدِّينيَّة أو الاجتماعيَّة أو السِّياسيَّة... وفي المقابل، ثمَّة من خدمتهم -مع تواضع إمكاناتهم- أحزابهم أو جماعاتهم أو توجُّهاتهم أو علاقاتهم... فأبلغتهم سدَّة الشُّهرة والانتشار، وثمَّة من استعانوا بالمال أو بالسلطان أو بالاحتيال... والحديث في هذا المضمار يطول وذو شجون نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

في الأدب التَّفاعليِّ، كما في المنتديات الرَّقميَّة، ينبغي على الأديب أنْ يؤدِّي ما عليه، ثمَّ يسأل الله ما له، وأنْ يقدِّم لنفسه، بأدائه لواجباته، قبل أنْ يطالب بحقوقه، وأنْ يبادر بالتَّفاعل قبل أنْ يتذمَّر، فإنَّه التَّعامل في العالم الافتراضيِّ أقرب إلى التَّعاون، والتَّواصل لا يكون إلَّا بين طرفين أو أكثر.


دمتم جميعًا بخير وعافية
والله يحفظكم
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





معلّمنا وقائد الكَلمة والفِكرة محمد البلوي
حيّاك الله مرة ومرات

للوهلة الأولى حين قرأت ردّك شعرتُ بكمٍّ من الإحباط ،
أن هل عَدِمنا الخير ..؟!
حتى في مجال الأدب !
ثم ما لبثتُ أن ابتسمت ، لا والله لم نعدمه
ثمّة بياضٌ سائد رغم غلبَة الدّيجور
وإن كان حديثك على نطاقٍ أوسع وأشمل مما رُمناهُ في طرح ليلتنا إلّا أنه لامسَ حقائق مُعاشة
ولكنها يا طيب لن تسود

نحن أصحاب فكرة وحرف نجدلُ الكلمة بـ عفوية نازعة لـ تكون لنا كما الأنفاس الـ تقينا رِبكة الإختناق
نغتبط بمن يلتفت لحرفنا ونُكبره في أنفسنا
ونتّخذ ثناءه حافز ونَقده دافع

وما نراه في الواقع من الركض خلف المصالح وتيسيرها وإن بالمال والجاه والإسم والعشيرة
ليس يُرضي النفوس السليمة

هذه ليس مثاليّة بل هي الطريقة السليمة التي لا بدّ أن ننهجها
حتى لا يصل العتمُ إلى أنفسنا نحن ونضيع في معمع الظُلمة


لن نعدم الخير فهو كثير
وإن كان ما نُحصيه من الشرّ والضُرّ أكثر

سلمتَ فِكراً وقلباً
حفظك الله

 

التوقيع

بالشّعرِ أجدُلُ ماءَ عيني بـ البُكا
خيطٌ يَتوهُ، ولستُ أُدرِكُ أوّلَهْ!

في الشّعرِ أغسِلُني بِـ ماءٍ مالِحٍ
أقتاتُ حرفاً، ما سَمِعتُ تَوسُّلَهْ !!


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رشا عرابي غير متصل