![]() |
أوَ حقاً رحلت!
كنتُ جالساً في ظهيرة يوم الخميس أشاهد تبعات أحداث الثلاثاء الأسود ، كانوا دائماً يعيدون في التلفزيون صورة البرجين و الدخان يتصاعد منهما ، مررتَ من أمامي و سألتني هل أريد شيئاً ؟ أخبرتك أني أريد سلامتك فقط و قلتُها لأنه روتين نتبعه ! أخبرتني أنك ستعود متأخراً لأنك ستذهب الى منحلك ، مع أحد أصدقائك . قبل صلاة العصر كنت أتمشى بجوار البيت ، و اذا بعمتي تركض نحوي باكية مولولة ، تصرخ : ألحقوا على أبيكم لقد تعرض لحادث سير ! توجهت أنا و أخي و عمي الى المستشفى الذي وضعوك فيه لم يسمحوا لا لي و لا لأخي بالدخول لرؤيتك ، سمحوا فقط لعمي مكثوا قرابة عشر دقائق ، هدني القلق خلالها ، كنتُ أتوقع في أسوأ الحالات أن تصاب بشلل ، و كنتُ أبكي و أنا أتصور أني سأطعمك لأنك ستعجز عن الأكل ، أو سأدفع كرسيك المتحرك لأنك لن تستطيع الحركة ، لم يذهب تفكيري الى أبعد من ذلك ، لم أكن لأسمح لتفكيري أن يذهب الى أبعد من ذلك ! بعد دقائق الألم و القلق ، خرج عمي الذي رباك ، و حرص عليك ، العقيم الذي كنتَ تقول : لا أريدكم أن تطيعوني ، و أطيعوا عمكم ، فهو أبٌ لي قبل أن أكون أباً لكم ! خرج الشيخُ يبكي، و لأول مرة أرى دمعته ، خرج يبكي و أشاح بوجهه عنّا ، مرّ كأنه لا يعرفنا ! أتى الّي أحد أصدقائك ، أحد أبناء جماعتك ليخبرني : أنّ لله ما أخذ و له ما أعطى ، أن كلُ من عليها فانٍ ، و سأل الله أن يؤجرني في مصيبتي . قلتُ له : مات !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! فجاوبني : اِن لله ما أخذ و له ما أعطى ، أدعوا له بالرحمة . و الله ما بكيتُ لحظتها ، و الله ما صرخت ، و الله لم أقوى على فعل شيء ، فقط سقطتُ على الأرض لا أنا بالواعي ، و لا بالفاقد لوعيه . أوَ حقاً رحلت ، لم أستوعب ، و لن أستوعب أبداً ، لأن العالم كله لم يعد كما كان يوم كنتَ جزءاً منه ! لأن الاسلام لم يعد كما كان يومَ كنت أحد الأحياء الذي يشهدون بوحدانية ربهم . رحلتَ ، جسد أبي ، لكنك لم ترحل ، و الله أني أراك في عيني أمي التي لم يجف دمعها الى اليوم ، رغم مكابدتها في اخفائه . و في عيون أخوتي ، المنكسرة ، أراك في ذكرياتي معك ، يوم أن أعطيتني 1000 ريال ، لأني حزتُ الأول بين زملائي في الصف الثالث متوسط . أراك في ذكرياتي يوم أن علمتني قيادة السيارة أراك في ذكرياتي يوم أن أعطيتني عشر ريالاتٍ ، لأنك عدتَ من مشوارك فرأيتني راجعاً من المسجد ، و كنتُ الوحيد بين أخوتي الذي صلى تلك الصلاة في جماعة ، فأعطيتني و لم تعاقبهم فقط حرمتُهم! أراك في ذكرياتي يوم كنتَ توقضنا لصلاة الفجر ، كنتَ تردد أنشودتك التي تعلم أننا نكره سماعها في ذلك الوقت ، و كنت ترشنا بالماء أحياناً اذا لم نتجاوب معك . أراك كثيراً أبي ، لم ترحل ، الا عن من لا يحسنون الرؤية . أسموا ثلاثاءهم أسود . أما أنا فالأسود بالنسبة لي هو يوم الخميس . سألتني ان كنت أريد منك شيئاً ، فأجبتك : سلامتك. كنتُ أحتاجها كثيراً . لم يمتلئ بيتنا في حياتي كما امتلأ أيام العزاء فيك ، و الله لقد جاؤوا من خارج قريتنا ، شيوخٌ يبكون لا أعرفهم و لا أظنهم يعرفوني ، و مع ذلك بعضهم ضمني اليه بحرارة هي حرقته على فراقك ... ست سنين ، مضت على رحيلك أبي ، و سبعة عشرَ عاماً قبلها قضيتُها معك ، سبعة عشرَ عاماً تكفي لأني تجعلني أموت بعدك و أنا حي ، فلا حياة في الحياة بعدك . رحمك الله يا أبي ، و جمعني بك في مقعدِ صدقٍ عند مليكٍ مقتدر |
القدير سعد لـ الحزن ِ هنا لـ طعم الذكريات لـ حرفك َ الذي ارتدى هالآت السواد أثر ٌ مجلجل ,, يهز آمن السطور .. هز ّ أغرقتني بـ بحر دمعي ألف رحمة ٍ عليه في جنان الخلد يا أبا سعد أهلا ً بك .. تتـبعتك َ حتى هنا زوايا أبعاد لها شرف احتضان حرفك .. ولو كان حزينا ً لك َ الـ أهلا ً ,, تبتسم . |
آمين آمين رحمه الله يا سعد ورحمك الله من حزنٍ يتقد اهلا بك بيننا أخي |
. . . السمي إبناً وأباً . . " سعد بن علي " رحم الله والدك وجمعك به في جنات الخلد . . الفقد هوة شاسعة ياعزيزي لايملأها سواهما / الوالدين . . شرخ كبير في العمر لاينصلح حتى قيام الساعة . . مؤلمٌ ماقرأته هنا ياعزيزي ومشبعٌ بالحزن سلمت وسلم بيانك وبنانك ودام لنا ضياؤك . . ( احترامات . . متطابقة) سعـد |
سعد بن علي .. هنا الحزن جعل العزاء يموت .. في فم الحرف .. اسأل الله لوالدك رحمة ومغفرة واسعة .. وأن يجعل الجنة مستقره .. اللهم آآآمين |
سعد بن علي
ــــــــــــــ * * * قرأتُ العنوان بـ وجهتين : - [ أوَ حقاً رحلت ! ] - [ أوَ حقاً رحلت ؟ ] الوجهة الأولى لها في النصّ ما يؤيّدها ، وللثانية نصيبٌ من التأييد - أيضاً - ، فإنْ كان تعجّباً هو موتٌ لأبيك ، وإنْ كان استفهاماً فهو سؤالٌ و أمنية لأحدهم بالحياة . : في كلتا الوجهتين أنتَ رائع اللغة و الصورة فشكراً بحقّ . |
"سعد بن علي" نص يرتدي الحزن ثوباً موشى بدموع الفراق على الأب "الكون" الذي كان بالأمس هنا.. رحم الله والدك ..ونسأل الله أن يلهمكم الصبر والسلون.. . حياك الله في أبعاد.. وتحية لقـلبك.. |
بسم الله الرحمن الرحيم مؤلمة جداً ../..الذكريات تعود .. تجعل قلوبنا تبكي بـِ وجع.. : نرفع أكفنا للسماء : أن يا من خلقتنا وخلقتهم .، اجعلهم في روض وجنان.. أنت الكريم فـ أكرمهم .. . نجمة أمل |
الساعة الآن 08:59 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.