![]() |
يَـبـُوْءُ بِإِثْمِــــهِ وَإِثْمــــِك ..!!
ولما دخلتُ عليها المحرابَ وجدتُ عندها من الآلاء التي حباها اللهُ اياها - كرما منه وفضلا- مالم يمن به على سواها من قبل ، وآتاها ما لم يؤته أحدا من خلقه ، في زمن الرقية بسعر مغرٍ ، والاتجار بكلام الله بثمن يساوموه عَرَض تجارةٍ انفضوا إليها ، قبل الإستعاذة به من شيطانٍ جرى منهم مجرى النَفَسِ وداعيَ اللهِ فيهم قائما ، ولم يخفق لهم من خشيته قلبٌ – كالحجارة - في قسوته أو أشد !، ومنها ما هبط لخشيته حتى تشقق فخرج منه الماء ، أما هي فمتبتلةٌ في محرابها ، تسبحُ واهبَها بكرة وعشيا ، وحين يستبدُّ بها شوقُها إليه تلهج بذكره ، فيضئ قلبَها نورا كإصباحٍ ولج مَفْلقَ الليل ، فأبصروه ضياء قبسوا من جذوته ما يؤانس لهم قلوبا كلجة البحر ظلمةً غشاها موجٌ من فوقه موجٌ ومن فوقه سحابٌ ، وجعل اللهُ لهم - بطاعتها له - نورا يمشون به في الناس ، ، وذلك فضله يؤتيه من يشاء ، وأوتيت من لدنه بادمانها ذكرَه ، وإدامتِها لَهَجَ اسمه في موهنِ السحر حسنا . وظِلْتُ أرقبُ فراغَها ، - تيمنا - بمجلس تصلي عليه الملائكةُ مثنى وثلاث ورباع ، ولي بفتية الكهف مضربُ مثلٍ ، وحسنُ أسوةٍ ، وأظنها ظن اليقين لا يشقى بها جليسُها ، إذ آمنت بربها فزادها هدى . فأوجزت ركْعتَي شَفْعِها ، وأبلغت دعاءها وخففت ؛ إذ آنست مفسدَ خلوتها يرقب تسليمَها ، فحللت صلاتها ، ويممته – بلومٍ - قائلةً : أفتنهى - بجلوسك - عبدا إذا صلى قرت عينُه بصلاةٍ يفسدُ خالصَها ما يشوبه - بمجلسك منها - مرأى النظر ؟! ويفتح لحظ نفسها بابَ الرياء ؟! فتمتمتُ مطرقاً : معاذَ اللهِ يا أماه !! أن يكون لي من ذلك إربٌ أو غايةٌ ، وإنما أتيتك بأمر من قال : " إذا مررتم رياضَ الجنةِ فارتعوا" ، ومن آوى آواه الله ، قالت : وتفسد خلوتي ؟! وقد شارف الليلُ السحرَ ولم أصلِّ وتري ؟! أيقظ أختاك ، وبعد صلاة الفجر أقضيك حاجتك – إن شاء الله - . فامتثلتُ أمرَها طوعا ، وأتيتُها بعد الفجر في مصلاها ، وقلتُ بعد أن قبلتُ رأسَها : تقبل اللهُ صالحَ عملك ، وأطال عمرك على الطاعة ، وجمعني بك في فردوسه يا أماه .. فأمَّنتْ قائلةً : وإياك يا بني ، جزاك الله عن امك خيرَ الجزاء . ما حاجتك ؟! فقلتُ : رؤيا رأيتها ، فقصصتُها رؤياي مستشرفا تعبيرَها إياها ، وما كان منها إلا أن قالت : اقصصها على اختيك فإنها لرؤيا خير - والله أعلم - ، ولا تقصص رؤياك على إخوتك بعد ان لقيت منهم ما لقيت ، فلم يحطْ أكبرَهم بحثُ الغرابِ الأرضَ علما سوى الندم ، وفَضُل أخاك بحثوةٍ استكثرها على سوأة جسدك فكان من الظالمين ، وظلمك الآخرُ بسؤال نعجتك إلى نعاجه ، إذ عزك في خطابه وبغى عليك ، وماقولك إذ لم تُؤْتَ من الخطاب فصلاً إلا : اجعل لي وزيرا من أهلي ، أفصحَ مني لسانا ردءَ صدقٍ ، وشدَّ عضدٍ ، ولكنه شطَّ في خصومتِك وأشْمتَ بك أعداءك . وألقاك أرأفُهم بك غيابتَ الجبِ ، وقبل أن يخروا لك على عرشك سجدا ؛ جعلوك للسرقة مثلا أعلى ، مَشْهِدَ براءةِ أوعيتهم ، ولا زلتَ تسرُّ في نفسكَ ماللهُ مبديه ، وإن أشهدوا العيرَ بصدقِهِم واستنطقوا القريةَ فقد كَذَّبهم دمُ شاةٍ كَذِب ، وثوبٌ لم تُقطع أزراره ! ولا يحيق المكرُ السيئُ إلا بأهله ، وإن تَدْعُ مثقلةٌ إلى حِمْلِها لا يُحْمَل منه شئٌ ولو كان ذا قربى ! ثم قالت : أي بني ، صبرٌ جميلٌ واللهُ المستعان على ما يصفونَ ، وهو خيرٌ حافظاً وهو أرحمُ الراحمينَ ، وأردفت - قبل أن تخْلص لمصلاها - : " رَحِمَ اللهُ إِخْوَةَ يُوْسُفَ ، أَمَا عَلِمُوا أنَّ الذئبَ يُمَزِّقُ الثياب !! |
المطر : عيد المطرفي ـــــــــــــــــــ * * * روحانيةُ هذه اللغة كدعاءٍ ارتقى سلالم السماء . مرةً و مثنى وثلاث قرأتُ سحراً من البيان وأنت القادر على منح اللغة أبواباً للسماء . من أراد أنْ يقرأ اللغة كما خُلقت فلا يبرح هذا المتصفح . شكراً لك ياعيد |
. . ( من أراد أنْ يقرأ اللغة كما خُلقت فلا يبرح هذا المتصفح ) صـدقـت ..أستاذي قـايد . . سـأبقى هـنـا لأ تـعـلـم ولأتـمـتم بيني وبين نفسي .. كـلمة ماشاء الله . . أستاذي الكريم .. عـيد تلـميذة أنـا .. في محراب لغـتك شكـراً .. لهـذه المتعـة وهذه الفرصـة / للتـعـلـم دمت بكـل خـير |
تبارك الرحمن ..
أخي الفاضل .. عيد المطرفي ..
قرأت هذا النص مراراً .. وفي كل مرة .. تكبر الروح و يصلي القلب شكراً لله عليك و شكراً لك .. فبارك الله فيك وفي قلمك .. . . زاد ( ... ) |
اقتباس:
وأنت الذي تفتّح لك أبواب سمائها . شكرا جزيلا لمرورك أخي العزيز . |
لم تكن هذه المنظومه إلا بلوراتٌ متراصه بحلقاتٍ ذهبيه صنعتها أنت..
أشكر لك إبداعك...وأتيه فرحابما قرأت. بورك فيك. |
تسبحُ واهبَها بكرة وعشيا ،
وحين يستبدُّ بها شوقُها إليه تلهج بذكره ، فيضئ قلبَها نورا كإصباحٍ ولج مَفْلقَ الليل ، . . . . بحـق أنت رائــــــع ياعيــد دمت ودام عطــاءك الجميل |
روعة قلم تدل على روعة قلب . استاذ عيد المطرفي لك ولقلمك كل الاحترام والتقدير .شكرا فقد كانت لحظات قرائتي لقلمك رائعة. اتمنى لك التوفيق والسعادة.شكرا |
الساعة الآن 11:14 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.