منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   ولأننا نُتْقِنُ الصمت . . . حمّلونا وِزّرَ النوايا . . (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=6159)

علي الدليم 07-15-2007 06:06 PM

ولأننا نُتْقِنُ الصمت . . . حمّلونا وِزّرَ النوايا . .
 



بلا مُقدمات


فأعْتبِروها زلْةٌ لــ قلمٍ وقلْبٍ مُنْهكان
قد تكون طُقوسٌ مُبعْثرةٌ وبقايا حُطامٍ لم تُنْتشلْ

كُنْتُ على أريكتي دوماً على تلك الشُرّفة
المُطلّة على شارع (جوليا فلايت) حيث البرّدُ القارس والرياحُ العاتية
لا مطر ولا مُزُنّ من أجلها ترتوي الروحُ وتزّدانْ
فإذا الْقلمُ ينظرُ اليَّ وأبْتَسِمُ له
وهديلُ وحيّهِ يتسرّبلُ بين ثناياه
أي وربي
يُغْريني وحيٌّ القلمِ إغْراءً فاضِحاً ويسّتَفِزُّ مشاعري للكتابة
أُناجيهِ كثيراً (القلم) فــ يُهديني ذوائق الدمع
وأرّتجيهِ أكثر فــ يُطْرِبُني بــ شهْقةِ الوجع
ونُشِحُّ عليه بـ وقْتٍ مُتقشِّفْ واللحظةُ تسّرِقُ أخّتَها
والتسّويف والتأْجيلُ يأْخُذنا خِلْسةً و هُــمْ لا يشّعرون
قد تكونُ ترسُّباتٌ لــ جداول حُزّنٍ
أحّدث شــ هّقةً عذراءَ تُراوِدُ حُبيّبات الروح
فكان نتاجُها حروفٌ تمخّضَت فــ أوّردت نصّاً للوجع


ذلك النصّ المُنْهَكـ

لم يرَ النور الا على تكْتَكاتٍ كيبورّديــّة برداءِ الوجعِ تتباهى
كُنت ولا زلْتُ على مرافيءِ المُسّتَحيل
تكْتُبُني زَفَراتُ الآهــ ( على وَجل )
وتُلاحِقُني كُريّات الــ فقد ( حيثُما كُنْت )
تَرّسِمُني دوائرُ الإحّتِضار ( هكذا دُمْت )
تُطْرِبُني قِصص آجاثاكريستي
أبْتَسِمُ كثيراً حينما أقْرأُ لــ مالرو الصاخِب
ويسّعدُّ القلب حينما أصافحَ البدرُ الأنيقْ
وتتباشرُ السعادة حينما أنظرُ الى الوريثْ
وتتهادى الروح إجلالاً حينما أعانقَ وجهُ السعد
وتنحني المشاعر حينما أرى تباشيرَ الفجرُ القريب يبْتَسِمُ بــ هكذا حضور
إضافةً الى أنني أُعَانِقُ حُباً يَتَشرّنَقُ من وراءِ جُدُر ( بــ هكذا همس) وهم لا يعلمون
وأقْتَسِمُ معه رغيفاً من خُبز
يحسبُهُ الجاهِلُ حقيقةً والصادِقُ بياناً
حتى إذا جاءَ لم يجدْهـُ شيئا


( حُبٍّ من برّزَخْ)


هكذا نحنُ في عالم الحُب
نسّتنشِقُ ناصيةَ لقاءٍ في عالمِ الشمس( حُبٍّ من برّزَخْ)
ونُحّبِكُ مواعيد اللقاء وتباشيرَ المساءْ
على حدود مجرَّاتٍ من الثواقِبْ خاويةٍ
نتساقطُ على ناصيةِ التيّه بِبُطءٍ على وُريّقاتِ الأمل
لعل وعسى أن نستنشِقَ روائحَ المُنى وعبقِ السماءْ
زَأَرَ مــن كواثِبنا شفقُ الآلــم
كـ مثلِ أسدٍ ينقضُّ على فريستِهِ ذاتَ ليلة وعتمة
وهرب من حضورنا هديل الحمام وتغريد الكناري
وتلاشى فرحٌ كان :
وحرّفٍ يحتضر بين
عاشقٍ مجنون ..و قلْبٌ محزون . .
بأقدارٍ تُكْتب
وأوجاعٍ تُسّكب
كعاشِقٍ أخرج قلبه لـ يُعجِبِ بهِ العُشَّاقْ

كُنْتُ في سَكْرتِها رَغْمَ تقليمِ أظافِرَ القلق
ومُكاشفةِ أكْفانٍ مُبلْلةٍ بـ مياسمَ الإنْهاك
وإفْصاحٍ لــ يُتْمٍ في سماءِ الأبْجديّات
وجنونٍ لـ وريّقاتٍ ثكلى وصرخاتٍ لأُنْثى
و تَبِعات تقْليمُ أظافِرَ عاشِقيّن
وراواجف صناعة الموت لروحٍ مُنْهَكه

بعدها
حُمِّلْتُ وزر سيوف الإفْتِراق وأوزار الذين من بعدي
قُلْتُ لها وأمواجُ الوجعْ ( تشطُرني نِصّفين)


ياسيدةَ السماءِ والنون

قد قيل قديماً دوامُ الحالِ من المُحالْ
وحقيقةُ الفرح لا تستمر والعُمر حقيقةٌ ذاتُ أبعاد غامِضة
كم كُنْتُ ألوذُ بأهازيج الفرح بــ ثواني العُمر
وتعْصِفُ بي رياحُ الحشّرَجة على مِقْصلةِ القدر


ياسيدتي

أصواتٌ من الشوق
تتفجرُ في حُبيباتِ الروح
وتتأججُ نارُ إشتياقِها بصوتٍ عال في سماءِ البوح
ومع كُلِ صوتٍ أشعرُ بــ كُثبانِ الآهــ وهي تنوح

أنا ياسيدتي هارِبٌ من منبعِ الشمس


أتبعْثرُ فوقَ تلالِ الأمس
و أرتجي روائعُ الهمس
وتؤرِقُني كبرياءُ الشمس
تُلاحِقُني كُريّاتٌ مُنْهِكه بلا شفاهٍ صارخة
تتفجرُ من شقوق أحجار الــ شوق الـ صاخِبة
وتُمْسِكُ بــ ثُريّاتٍ تتراكمُ على تِلال التيّه الشامِخة
هاتِ لي بعضٌ من نبضك
وأرّسمي على سماءِ البوح حروفَ إسمك
الا يا تعب القلوب في نهاية الوجع
ويارواجِفَ صدرُ الإشّتياقْ على مقاصلِ الدمع
ألمحُ عبارةُ الثورة وأرّقُبُها
وأصرخُ على مرافي العثرة وأخشاها
حتى سقطَ الجدار
وتمَّ كَشّفُها
وأُخْمِدتُ الأصوات
واعْتلت نبْرتُها


ياسيدتي

ثمّةُ أمورٌ تُمْسِكُ بتلال الروح يصّعبُ الإفْصاحَ بها
وقد أوّقدو ناراً لــ زرعِ ثورةِ الشكِّ
كلما إشّتدَّ وثاقُهم بإشّعالِها أطْفأها الله
قتلوا أحلاماً كانت توصفُ بالآمان
وأزِفت مسارب الضوء بالرحيل
وُمخالفة طريق الوميض
وخشيّة من تداعي الحروف التي قد لا تستطع رسوم الوقوف
فآويتُّ الى مقولة القآصة السورية ( غادة السمان) حينما قالت :



ولأننا نُتْقِنُ الصمت . . .
حمّلونا وِزّرَ النوايا . .



لذا كان الصمتُ شريعةً يهتدي اليها المُنْهــ كـ ون































غيّمةٌ تنْتَظرُ نقْداً وحضوراً

لــ تُمْطِرَ عِطْراً من أقْلامِكُم الأرقى

حتى لا تبور أرضُ هذا النص بالبوار

عبدالله الدوسري 07-15-2007 11:09 PM

عزيزي علي الدليم ، ، ،

يجذبنا القلم من شدة الكبت فنتجاوز تحفظنا الفطري ،،
وقد نتمادى في الإفصاح عن عواطفنا الصادقة ،،
التي تكشفت عن لهفة الشوق المحمومة ،،

أنا هنا لأسجل اعجابي ،،
حتى لا تحملني وزر النوايا ،، فأنا لست ناقدا ،،
ولكنني قرأت كلمات تذيب جبال الصمت ،،

تقبل تحياتي

شوق 07-16-2007 12:32 AM

الله الله الله

أبحرت في جمال هذا النص النثري

الجميل

كل الغلا

أختكـ/شووق

د.أمل سالم 07-16-2007 12:57 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الدليم (المشاركة 105214)



بلا مُقدمات


فأعْتبِروها زلْةٌ لــ قلمٍ وقلْبٍ مُنْهكان
قد تكون طُقوسٌ مُبعْثرةٌ وبقايا حُطامٍ لم تُنْتشلْ

كُنْتُ على أريكتي دوماً على تلك الشُرّفة
المُطلّة على شارع (جوليا فلايت) حيث البرّدُ القارس والرياحُ العاتية
لا مطر ولا مُزُنّ من أجلها ترتوي الروحُ وتزّدانْ
فإذا الْقلمُ ينظرُ اليَّ وأبْتَسِمُ له
وهديلُ وحيّهِ يتسرّبلُ بين ثناياه
أي وربي
يُغْريني وحيٌّ القلمِ إغْراءً فاضِحاً ويسّتَفِزُّ مشاعري للكتابة
أُناجيهِ كثيراً (القلم) فــ يُهديني ذوائق الدمع
وأرّتجيهِ أكثر فــ يُطْرِبُني بــ شهْقةِ الوجع
ونُشِحُّ عليه بـ وقْتٍ مُتقشِّفْ واللحظةُ تسّرِقُ أخّتَها
والتسّويف والتأْجيلُ يأْخُذنا خِلْسةً و هُــمْ لا يشّعرون
قد تكونُ ترسُّباتٌ لــ جداول حُزّنٍ
أحّدث شــ هّقةً عذراءَ تُراوِدُ حُبيّبات الروح
فكان نتاجُها حروفٌ تمخّضَت فــ أوّردت نصّاً للوجع


ذلك النصّ المُنْهَكـ

لم يرَ النور الا على تكْتَكاتٍ كيبورّديــّة برداءِ الوجعِ تتباهى
كُنت ولا زلْتُ على مرافيءِ المُسّتَحيل
تكْتُبُني زَفَراتُ الآهــ ( على وَجل )
وتُلاحِقُني كُريّات الــ فقد ( حيثُما كُنْت )
تَرّسِمُني دوائرُ الإحّتِضار ( هكذا دُمْت )
تُطْرِبُني قِصص آجاثاكريستي
أبْتَسِمُ كثيراً حينما أقْرأُ لــ مالرو الصاخِب
ويسّعدُّ القلب حينما أصافحَ البدرُ الأنيقْ
وتتباشرُ السعادة حينما أنظرُ الى الوريثْ
وتتهادى الروح إجلالاً حينما أعانقَ وجهُ السعد
وتنحني المشاعر حينما أرى تباشيرَ الفجرُ القريب يبْتَسِمُ بــ هكذا حضور
إضافةً الى أنني أُعَانِقُ حُباً يَتَشرّنَقُ من وراءِ جُدُر ( بــ هكذا همس) وهم لا يعلمون
وأقْتَسِمُ معه رغيفاً من خُبز
يحسبُهُ الجاهِلُ حقيقةً والصادِقُ بياناً
حتى إذا جاءَ لم يجدْهـُ شيئا


( حُبٍّ من برّزَخْ)


هكذا نحنُ في عالم الحُب
نسّتنشِقُ ناصيةَ لقاءٍ في عالمِ الشمس( حُبٍّ من برّزَخْ)
ونُحّبِكُ مواعيد اللقاء وتباشيرَ المساءْ
على حدود مجرَّاتٍ من الثواقِبْ خاويةٍ
نتساقطُ على ناصيةِ التيّه بِبُطءٍ على وُريّقاتِ الأمل
لعل وعسى أن نستنشِقَ روائحَ المُنى وعبقِ السماءْ
زَأَرَ مــن كواثِبنا شفقُ الآلــم
كـ مثلِ أسدٍ ينقضُّ على فريستِهِ ذاتَ ليلة وعتمة
وهرب من حضورنا هديل الحمام وتغريد الكناري
وتلاشى فرحٌ كان :
وحرّفٍ يحتضر بين
عاشقٍ مجنون ..و قلْبٌ محزون . .
بأقدارٍ تُكْتب
وأوجاعٍ تُسّكب
كعاشِقٍ أخرج قلبه لـ يُعجِبِ بهِ العُشَّاقْ

كُنْتُ في سَكْرتِها رَغْمَ تقليمِ أظافِرَ القلق
ومُكاشفةِ أكْفانٍ مُبلْلةٍ بـ مياسمَ الإنْهاك
وإفْصاحٍ لــ يُتْمٍ في سماءِ الأبْجديّات
وجنونٍ لـ وريّقاتٍ ثكلى وصرخاتٍ لأُنْثى
و تَبِعات تقْليمُ أظافِرَ عاشِقيّن
وراواجف صناعة الموت لروحٍ مُنْهَكه

بعدها
حُمِّلْتُ وزر سيوف الإفْتِراق وأوزار الذين من بعدي
قُلْتُ لها وأمواجُ الوجعْ ( تشطُرني نِصّفين)


ياسيدةَ السماءِ والنون

قد قيل قديماً دوامُ الحالِ من المُحالْ
وحقيقةُ الفرح لا تستمر والعُمر حقيقةٌ ذاتُ أبعاد غامِضة
كم كُنْتُ ألوذُ بأهازيج الفرح بــ ثواني العُمر
وتعْصِفُ بي رياحُ الحشّرَجة على مِقْصلةِ القدر


ياسيدتي

أصواتٌ من الشوق
تتفجرُ في حُبيباتِ الروح
وتتأججُ نارُ إشتياقِها بصوتٍ عال في سماءِ البوح
ومع كُلِ صوتٍ أشعرُ بــ كُثبانِ الآهــ وهي تنوح

أنا ياسيدتي هارِبٌ من منبعِ الشمس


أتبعْثرُ فوقَ تلالِ الأمس
و أرتجي روائعُ الهمس
وتؤرِقُني كبرياءُ الشمس
تُلاحِقُني كُريّاتٌ مُنْهِكه بلا شفاهٍ صارخة
تتفجرُ من شقوق أحجار الــ شوق الـ صاخِبة
وتُمْسِكُ بــ ثُريّاتٍ تتراكمُ على تِلال التيّه الشامِخة
هاتِ لي بعضٌ من نبضك
وأرّسمي على سماءِ البوح حروفَ إسمك
الا يا تعب القلوب في نهاية الوجع
ويارواجِفَ صدرُ الإشّتياقْ على مقاصلِ الدمع
ألمحُ عبارةُ الثورة وأرّقُبُها
وأصرخُ على مرافي العثرة وأخشاها
حتى سقطَ الجدار
وتمَّ كَشّفُها
وأُخْمِدتُ الأصوات
واعْتلت نبْرتُها


ياسيدتي

ثمّةُ أمورٌ تُمْسِكُ بتلال الروح يصّعبُ الإفْصاحَ بها
وقد أوّقدو ناراً لــ زرعِ ثورةِ الشكِّ
كلما إشّتدَّ وثاقُهم بإشّعالِها أطْفأها الله
قتلوا أحلاماً كانت توصفُ بالآمان
وأزِفت مسارب الضوء بالرحيل
وُمخالفة طريق الوميض
وخشيّة من تداعي الحروف التي قد لا تستطع رسوم الوقوف
فآويتُّ الى مقولة القآصة السورية ( غادة السمان) حينما قالت :



ولأننا نُتْقِنُ الصمت . . .
حمّلونا وِزّرَ النوايا . .



لذا كان الصمتُ شريعةً يهتدي اليها المُنْهــ كـ ون































غيّمةٌ تنْتَظرُ نقْداً وحضوراً

لــ تُمْطِرَ عِطْراً من أقْلامِكُم الأرقى

حتى لا تبور أرضُ هذا النص بالبوار





استاذ علي الدليم اقرأك دائما بصمت
و الثناء على حرفك هنا بحجم حبي لاديبتنا غادة السمان
لانه الصمت استاذي لا نملك الا صمتا موازيا


أسمى 07-16-2007 01:27 AM

هذا..الديم..أزجى..الروح..في..مداراتــــ..واااسعة.. من..الروعة
الجمالــ.
العذوبة.

.
لانهاية..لها..
بدتـــ..جلية..مع..كلــ..عبارة..

.


الدليم..حرفــٌ..غنيــ..يسمو..بهااءا.

.

العـنود ناصر بن حميد 07-16-2007 02:06 AM




سأشكر زلة القلم تلك

وأدعو لقلبك المنهك .. بالسلام




وجدان الأحمد 07-16-2007 11:36 AM






يا سيّدي

أمام روعتك هنا ..

سـ نتقن الصمت جيّدًا ..

ولن نملك سواه ..



شكرًا لـ وجودك ..


د. منال عبدالرحمن 07-16-2007 07:59 PM

رائعٌ هذا التسارعُ في نبضاتِ الحروف ..
تبدأ بليلٍ ورغبةٍ في الكتابة
وتمضي لتعانق ابداعاً ولوحاتٍ سرياليةٍ لفوضى ..
ثم تعود عشقاً هائجاً في غياهبِ غيابِ
واعصاراً نارياً يحترقُ بنارِ الفقد ..
ويهربُ من منبع الشمس ليلتجأ إلى اللّامجرّة ! ..
ثمَّ ما يلبثُ أن يصبحَ صدىً غائباً لذاكرةٍ احترفت الوجع !!

.
.

"ولأننا نُتقن الصّمت , حمّلونا وزر النّوايا "

متميز جدا هذا النص .. رائحة غادة السمان فيه !


بحق ... لا يمكن مجاراة هذا النص/ الوجع سوى بنظرة غائبة لكلمة !



الأستاذ علي الدليم ..

كل التقدير لهذا الابداع هنا ولفكرك الراقي !


الساعة الآن 02:10 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.