منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   هل تُفكِّر، أم تُجلد ذاتك؟ (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=44713)

عُمق 05-26-2025 09:26 AM

هل تُفكِّر، أم تُجلد ذاتك؟
 

التفكير؟
ذاك الزائرُ الذي لا يطرق الباب.. يدخل حافيًا في ليالينا الباردة
ويقيم حيث لا نُريده،؛ في التفاصيل المنتهية.. في الأخطاء التي لا يُصلحها الندم
وفي الجُمل التي تمنّينا لو لم تُقل .
نُخطئ حين نظنّ أنّ التفكير فعلٌ حيادي؛، عقلاني.. يُمارَس ببرودٍ واتزان .
فكثيراً مما نسمّيه "تفكيرًا" ليس إلا جلدًا للذات بأدوات الوعي
لا فرق فيه بين من يُعيد قراءة تفاصيل يومه..
وبين من يُنقّب في جراح الأمس ليتأكد أنها ما زالت تؤلمه .

التفكير حين يتسلّل في صمت الليل.. لا يأتي ليستشيرك بل ليحاكمك .
يتكفّل بتأنيبك على ما فات؛، يشكّكك بما أنت عليه.. ويُغرقك بسيلٍ من الأسئلة
لماذا قلت؟ لماذا سكتّ؟ ماذا لو؟....
وفي قلب كل هذا الضجيج، يغيب صوتٌ صغيرٌ ناعم لكنه حقيقي
"لستَ مطالبًا بكل هذا."

لسنا فقط نفكّر....
بل نُحاكم أنفسنا باسم العقل؛، نُدينها بصوتٍ داخليّ لا يرحم
وننسى أن العقل مهما بلغ من فطنة.. لا يمتلك كل السياقات ولا يحتفظ بالنوايا كلها .
ثمّة فرقٌ كبير بين أن تتأمّل ما جرى.. وأن تجرّ نفسك إلى ساحة الإعدام كل ليلة .
الوعي لا يعني أن تُراقب ذاتك بعين صارمة؛، بل أن تراها بعينٍ تُحبّها حتى حين تُخطئ .

"ليست كل فكرة تستحق أن تُصدّق." جملة عابرة لكنها تُنقذ .
تضع الفكرة في مكانها الصحيح عابر سبيل.. ضوءٌ يومض في ذهنك لا يُلزمك باتباعه .
تعلّمنا اليقظة الذهنية....
أن نكون حضورًا لا قضاة.، أن نسمع دون أن نُصدّق.، وأن نلاحظ دون أن نُحاكم .

إننا في أغلب الوقت لا نعيش، بل نُعيد الحياة في رؤوسنا .
نغفل عن العطر، عن الصوت، عن ضوء النافذة، عن أبسط لحظات النجاة
فقط لأننا منشغلون بماضٍ لم نعد نملكه .
فماذا لو توقّفنا.؟
ماذا لو قلنا لأنفسنا: كفى.، لقد كنتَ قاسيًا بما فيه الكفاية؟
ماذا لو سمحنا للفكرة أن تمرّ؛، للذكرى أن تهدأ.، وللحظة أن تُزهر؟

إن أعظم أشكال الرحمة ليست ما نعطيه للآخرين.، بل ذاك الذي نمنحه لأنفسنا
حين نُصغي إليها لا لنحاكمها.، بل لنربت عليها، ونقول"دعها تمضي.. ودعك تعيش."

عُمق.


رفيف 05-26-2025 11:53 AM



التفكير كالأرجوجه
وكأن الشيطان هو الذي يدفعك لتكون بين الماضي والمستقبل
لا تستطيع أن تستقر في الحاضر .
وأحيانا يدل على أن الضمير لايزال حي


عمق
صافحتٍ روحي .. فجئت ركضا للعناق


عُمق 05-26-2025 01:18 PM


الروحُ لا تَهرعُ لعناقٍ لا تُؤمنُ به
ولا يُصافحُ القلبُ إلا ظلّه حين يُرهقُهُ التيه.
نعم.. التفكير أرجوحة والشيطانُ أبرعُ من يُتقنُ دفعَها نحو الذنبِ أو الندم.
لكنّ الضميرَ الحيّ وحدهُ مَن يُمسِكُ بالحبلِ في لحظةِ صَحو.
ويُبطِئُ تلك الحركةَ المجنونة؛، ليمنحنا فُسحةً من الوعي
لعلّنا نستقرُّ للحظةٍ في حضنِ الآن.

ما أعمق لمستكِ رفيف..
كأنكِ لامستِ تلك المساحة التي لم يَجرؤ أحدٌ على الاقتراب منها.
ردُّكِ لم يكن مجرد كلمات،؛ بل كفٌّ حنونةٌ صافحتْ قلبي قبل روحي.
وأيقظت فيّي يقينًا بأن بعض الأرواح خُلقت لتُطمئن لا لتُجامل.
أمتنُّ لكِ من عمق تلك الأرجوحة التي وصفتُها
فقد كنتِ النسمة التي خفّفت من رجفتها.

سيرين 05-28-2025 04:20 PM

التفكير قد يكون سلبي بالتركيز على الامور السيئة واللوم والالم
مما يؤدي الى جلد الذات وتدمير الطموح
عكس التفكير الايجابي الذي يعي الامر ويبخث عن حلول وبدائل
والاستمراريه الذي يرافقه مصالحة النفس
رااائعة مبدعتنا عمق تجيدين اختيار الفكرة والطرح باسلوب ادبي وفلسفي
مودتي والياسمين

،،

عُمق 05-28-2025 05:06 PM

سيرين..
حين أقرأ ردّك/ أشعر وكأن فكرتي نَمت في تربةٍ طيّبة
وسُقيت بوعيٍ ناضج يُجيد التمييز بين التفكير كأداة بناء
وجلْد الذات كمعول هدم داخلي.
صدقتِ تمامًا..
التفكير السلبي حين يتغذّى على الألم والندم واللوم لا يُنجب حلاً
بل يستنزف الطموح ويخنق الروح في زوايا ضيّقة
من “ماذا لو” و”لو أنني”
حتى يتحوّل العقل من محرّك إلى قيد/ ومن نور إلى مشجب للأخطاء.
أما التفكير الإيجابي كما وصفتِه فهو ما نحتاجه لنرمّم كُسورنا
تفكير يُحسن الإنصات للألم دون أن يُقيم فيه ويُدرك موضع العثرة دون أن يُسكننا فيها.

ردّك كان كنسمة وعي.. أصابت لبّ الفكرة بدقّة.
أقدّر عميقًا وصفك لأسلوبي وهذا من لطف ذائقتك ورُقيّها.
امتنان لحضورك/ ممتد كما رائحة الياسمين التي أهديتِني إياها.


الساعة الآن 07:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.