![]() |
حوار :
دار حوارٌ بيني وبين أحدهم حول بيت أبي فراس : تكادُ تضيء النار بين جوانحي إذا هي أذكتها الصبابةُ والفكرُ وبيت بخُّوت المرية : كنِّ في قلبي سنا نار بدوٍ نازلين طرَّفوها للهوا والهبوب تْلوفها وزعم أن أبا فراسٍ لم يوفَّقْ في وصف شدة الحنين ، وأن بخوت هي التي أصابتْ ، وأبدعتْ في دقة الوصف على خلاف أبي فراس (وأن حديثه هذا لا يعجبُ من يظنُّ أنَّ اللاحقَ لا يفوقُ السابقَ) ! فشرحتُ بيتَ أبي فراس على قدر معرفتي وفهمي ، وأوضحتُ الصور البلاغية ! واستمر الحوارُ بيني وبينه ، حتى سألَ كيف زعمتُ أنَّ الحنين لم يُبْقِ في أبي فراس سوى الجلد والعظم ! فأجبته : (ربما أن أبا فراس يقصدُ بــ -تضيءُ- تظهر أو تتضح ! وذَكَرَ الجوانح (وهي ما يحيطُ بالقلبِ) ، وجَعَلَ النار تَظْهَرُ بينها –وهذا ما جعلني أقول أن الحنين لم يُبْقِ فيه سوى العظم والجلد-) ! فأجاب بكل صفاقةٍ ووقاحةٍ : حاول أن تفهم يا عبد العزيز حتى لا تكثر الثرثرة .. وتقول كلامًا / عائمًا لا معنى له ، ولا علاقة له فيما نتناقشُ حوله ! وطلب أن أقارن بين النارين في بيت أبي فراس (التي تكاد تضيء) ، وبيت بخُّوت (النار المشتعلة المعرضة للهواء بل والهبوب تلوفها) ! فأجبته : بأن يتأدبَ في حواره ، وشكرته لأنه أوضح لي مقدار فهمه ومعرفته ! فأجاب : بعيدًا عن الأمر العبثي .. حياك الله ؛ وبانتظار بقية الآراء . فأجبته : والواحد الأحد ، أنكَ عاميٌّ جاهلٌ ، لا تفقهُ في الشعر العربي شروى نقيرٍ (لا ينفعُ الأدبُ مع مثلكَ) ! وحصل بعدها بضعة ردودٍ ! وأنا أستعيدُ هذا الموقف دارتْ بخلدي هذه الكلمات : أعجبُ أشدَّ العجبِ ممن يخالُ ألا فهمَ يوازي فهمه ، ولا ثقافة تسامي ثقافته ! فيخوضُ فيما يفوق استيعابه ، ويسيرُ -متخايلًا-وسط الميدان أعزلًا ! يحلبُ تيسًا لا مَدَرَّ لهُ والتيسُ من ظنَّ أنَّ التيسَ محلوبُ أي بني : لم أصمتْ في البداية إلا شفقةً عليكَ ، ولم أتجاوزْ أدبَ الحوار حتَّى تَجاوَزْتَهُ ، وما كنتُ لأحسبَ لمثلكَ حسابًا في ميدان القلم ! • عرفتُ منزلتي فلم أتجاوزْها ، وقدَّرْتُ معرفتي فلم أخُضْ فيما يفوقُ استيعابي وفهمي ! ووالذي لا إله إلا هو لا أكابرُ ، وإن أخطأتُ في رأيٍ أو نقدٍ رجعتُ ، وأعتذرُ عمن أخطأتُ عليه ما لم أُبادَرْ ! وليد اللحظة ! |
حوار ممتع
وإن كان تأويل البيت لن يصل إليه إلا ابو فراس نفسه رضي الله عنه جميعنا يحوم حول المعنى |
أهلًا بالعزيز حسام : لا نعلمُ ما رمى إليه الشاعر ، لكنكَ تشرحُ حسب فهمكَ ، وربما تأتي بما لم يخطرْ على باله ، وتشرحه شرحًا أبلغ مما رمى إليه ! أسعدكَ ربي ، ورضي عنكَ (ممتنٌّ) |
الساعة الآن 12:21 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.