على عينيْهِ من قلبي السلامُ
 

بعيْنَيْهِ عمرٌ طويلُ المدى
موسيقَاهُ تبْعثُنِي خالِدا

أويتُ إليهِ وكُلِّي ذبولٌ
لِيَقْطُرَ مِنْ شَفَّتيهِ النَّدى

يُرَوِّي الحَنِينَ فَأَنْبُتُ نورًا
يُوَرِّثُ لِلعالمينَ الهُدَى

بِعَيْنَيْهِ صَوْتُ الأَمَانِ هُدُوءٌ
إِذَا غَابَ لَيْلًا تَبَقَّى الصَّدى

لِيُوقِظَنِي فَجْرَ عَهْدٍ جَدِيْدٍ
وَأَرقبَهُ لَهْفَةً إِذْ بدا

هُنَاكَ بِعَيْنَيْهِ كَوْنٌ وَمَنْفى
فَلَا تَسْأَلُوا النَّبْضَ كَيْفَ اهْتدى

إِلَيْهِ وَسَارَتْ خُطَاهُ تَدُقُّ
سَرِيْعًا كَأَنَّ الهَوَى أَرْعَدَا

سَلُونِي أَنَا كَيْفَ عَقْلِي وقَلْبِي
يَبِيتُونَ بِي رُكَّعًا سُجَّدَا!

فَمَا إِنْ أَطَلَّ الحَبيبُ قَلِيلًا
ذَرَتْنَا رِيَاحُ اشْتِيَاقِي سُدى

سَأُرْقِي الحَيَاةَ بِعَيْنَيْهِ حتى
أُبَدِّدَ ظُلْمَتَهَا والعِدا

وَأَبْذُرَهَا مِنْ نَفِيْسِ الخُزَامَى
لأَجْمَعَهُ فِي غَدٍ عَسْجَدَا

أَنَا جِئْتُ أَتْلُو السَّلَامَ عَلَيْهَا
وَأُعْلِنُ رُوْحِي وَنَفْسِي الفِدَى

هفهافةٌ هي الروح إن تلبّسها نبضٌ شفيف
يكادُ الشعور يُرى ويُلمس ويُحسّ من فرطِهِ في فيافي السطر

لقلبك يا تفاصيل :icon20:

جميلة هذه الوجدانيات يا إنتصار،
ولقد قاربتيها والبحر المتقارب فعولن،
استخدمت الشاعرة قريحتها العذبة وفنيات الشعر العربي الأصيل،
حيث تبدأ الأبيات بالتصريع الصدر يقفى والعجز.. موسيقا الشعر تترى من عجز البيت الأول إلى البيت الأخير قفلة الجمل والعبارات،
ومن خلال التجلي حالة اللاشعور وكتابة الأبيات صدحت الموسيقا، و مُسيقاه عانقها الزمان والمكان

سلاما على شعر زاد الحبيب جمالاََ وجاد على الذائقة بطيب الثمر
دفق سلس العذوبة مشبع بكثافة المشاعر وبلاغة النظم
دام غيثك مورق لأبجديات الجمال شاعرتنا المبدعة \ انتصار
مودتي والياسمين

\..:34: