![]() |
وادٍ مِن ضَبابِ -رضوان السباعي
وادٍ مِن ضَبابِ -رضوان السباعي أجاءتْ فِتنَةً مِن كُلِّ بابِ على ظَمأِيْ الغَفِيرِ على النِصَابِ ومَعْهَا أوَّبَتْ والشَّوقُ طيرُ الـْ هَوَى والرِّيحُ فاتِحَةُ المَآب ِ أجاءتْ مِلءَ لهْفَتِها وذَنْبٌ بِعَينَيْها كَوادٍ مِن ضَبابِ فَغُمَّ على مَشاعِلِها هِلالِي ومَا أمْسَكْنَ ناصِيَةَ الجَوابِ فَمِنْ شُرُفَاتِها لِلرِّيحِ قَوْلٌ وَأَنْفاسٌ لَها فِعْلُ الحِرابِ فَلا أَيْدِي الرِّياحِ بِها رَأفْنَ ولا يَحْنُو بها بَطْشُ الصِّعابِ كَفِيفَاتُ السَّنا انطَفَأَتْ وُجُوهٌ ولا يُبْصِرْنَ مِن جَلَلِ المُصَابِ بِذَنْبِها مِلءَ عَيْنَيهِ اكتِرَاثٌ كَلَهْفَتِهِ لَأنْبَـأُ مِن إيَاب ِ وصوت ٌ مُجفِلٌ بِصَداهُ يَكْبو ومِلءَ يديهِ يَرجِعُ بالتُّرابِ فقُلتُ لها وخافِقُها يُنادِيْ ودَمعٌ جاثِياتٌ للعِقابِ بِما اقْترَفَتْ يداكِ يَؤوبُ قَلبِيْ ودُوْنَ - الماءِ - لُوِّعَ بالسرابِ أغَائبَةٌ تَعُودُ ومَعْها قَلبِيْ الفَقِيدِ وحَسْرةٌ ثَكلَى بِبابِي؟ فقالتْ لي بِرَبِّكَ إن َّرُوحِيْ تَمُوتُ فلا تُمِتنِيْ فِي عَذابِي على وجَعِيْ تَسِيرُ وفِي انكِسَارِي إلَيكَ مَلامِحِي ذَبْلَى الشَّبابِ وإنِّي قَدْ أتَيتُكَ مِلءَ حَظِّي على ظَمَأِي وَسَاقِيَةِ المَتابِ وقالتْ لِي وحُبٌّ ما تَوانَى بِعيْنَيْها تَوجَّسَ كالتِهَابِ وتَعْصِمُ قَلبَهُ بالصَّبْرِ كَفٌّ تُرابِطُ فَوقَ صَدرِهِ بارتِهابِ كَأنَّ بِهِ كَشاهِدِها الوَحِيدِ وجِيءَ بِهِ لِيُقْسِمَ بِالكِتاب ِ وفِي يدِها ارْتِعاشٌ رُغمَ دِفْئِي وتَشْرُدُ مِلءَ كَفِّي باضْطِرابِ وَوَعْدُ الحُر- لَيسَ يَموتُ - دَيْنٌ كَيَومِ البَعْثِ خَاتِمَةُ الغِيابِ بِكَفَّيْها يَلُوْذُ البَرْدُ صَمْتَاً أنامِلَها على قَلِقِ ارتِقابِ وصَمْتٌ مُطْرِقُ الكَفَّينِ آوَىْ إلى صَخَبِ العِناقِ على اغْتِرابِ لِتُشرِقَ في مُحيَّاها بَرِيق ٌ بِفِتنَتِها كصُبحٍ مُسْتَطابِ مَفاتِنُها وصَوتٌ مَسُّ سِحْرٍ نُعُومَتُهُ لَمُذْهِبُ لِلصَّوابِ ومِن غَمزٍ -لِجَفْنِيْ - فِعْلِ خَمْرٍ بِها سَكِرَتْ فَكَيْفَ بِهِ اقْتِرابِي! لِكأسٍ في يَدِيْ، أَأُعِدُّ كَأساً؟ فجِئْـتُها دُونَ كَأسِها وانْسِكابِي تُنادِمُها يَدِيْ فِعْلاً شَقِيَّـاً ومِنها كَأسِي تُسْرِفُ بِالشَّرابِ ومِنْ هَمْسِ العُيُونِ بِما تَناجَتْ خُشوعُ صَلاتِهِنَّ قُنُوْتُ ما بِي بِما أَسرَرْنَ يُفْش ِبِهِ اقتِرَابٌ وبَينَ يَدَيَّ خَصْرٌ في انْجِذابِ أقُولُ لها أمَا جِئْـتِيْ لِنُمْضِي ْ سَوِيَّاً بَعضَ مِن ذاكَ التَّصابِي فَقالتْ لِي بَلَى حتَّى بَلغْنَـا مُنادَمَةَ الشِّفاهِ على الرُّضابِ وصَوتُ هَزِيعِها القُبُلاتِ يَهْمِي على فَمِها وجِيدٍ كالرَّبابِ وصَوْتُ تَنَهُّداتٍ قدْ تَنامَتْ تنادَتْ كالذئابِ على التِبابِ أيَا وَيلاهُ وَيلِي مِنكَ قالتْ فَقُلت ُصلاحُ أمرِكِ بالخَرابِ على أنْقاضِ مَوطِنِكِ الـْ تَرامَى بِسَهلِه ِوالضِّفافِ وبِالهِضابِ رياحٌ لا تَعُوْدُ بِمُشتَهاها وتَعتَمِرُ النَّواصِيْ بِالسَّحابِ لها أيْدٍ بِها لا القَولُ فَصْلٌ وأَوْهَى مِن مُناوَشَةِ الثِّقابِ أنَا وطنٌ بِمُجْمََلِهِ شَهِيُّ الـْ مَدَى أَعْتَى على الفَوتِ اقْتِضابِي أنَا وَطَنٌ لَـيُؤوِيْ لِذِي مَعِيْنٍ هَواهُ وَذِي قَرَارٍ في الرَّوَابِيْ أَجيءُ كَمُسْكِرٍ تَرِبَتْ يَداهُ بِسَكْرَتِهِ ويَظفَرُ بالعِذابِ فَمُدِّي مَداكِ تَحتَ مَدايَ رَتْقاً وذُوقِي نارَ فِتْنَتِهِ انتِدابِي رضوان السباعي 8 سبتمبر 2020 |
: : وادٍ من ضباب ، لكن رؤية الشعر واضحةً جليّة ، دائماً ما يُثبت لنا رضوان أنّ الشعر : قبْض .. قبضٌ على الشارد من الفكرة واللغة ، إنْ فلتَ أحدهما لن تظفر بالآخر ، وإنْ ظفرت به سيأتي مشوهاً كما لا تتمناه ولا تريده. ؛ رضوان شكراً كألقك الأخاذ. |
أناقة الشعر دوما تستظل اسم شاعرنا المبدع \ م.رضوان السباعي
ليظل الابداع في حوزته سبغة من ضوء وارتقاء دام حضورك غدقاََ آسراََ للذائقة مورقاََ بأبجديات اللغة والجمال مودتي والياسمين \..:icon20: |
من أيِّ وُجهةٍ يأتيك عبقر يا رضوان..!
إلهامك فاتن الرّتم أخّاذ البيان والميزان لك التّحايا تطوفُ الفيافي وتأتيكَ لتُترَع دهشة |
رضوان السباعي
شكرا لهذا الحضور الوارف و كفانا الله و اياكم شر الفتن ما ظهر منها و ما بطن. ب لا إله الا الله ، محمد رسول الله ، فهي تترا منذ آدم إلى يوم الدين ، تمحص الطيب من الخبيث. دمت بخير و عافية. |
اقتباس:
أيها السفر من الجمال يشرئب النص بك ويزداد شموخا بتماهيك الباذخ فيه شكرا بحجم بهاك الزاهي يا صديقي الأشم 😊 |
الله الله يارضوان ماشاء الله على طول نفس وسعة خيالك شاعر والطبقة سماوية
ننتظر جمال كهذا الزمرد 🌹 |
اقتباس:
كاتبتنا الجميله التي تنصاع لها الحرف رهبة ورغبة إطراؤك الباذخ زاد النص بهاءا دمت بهية وارفة الظلال |
الساعة الآن 01:01 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.