![]() |
جبل الصبر
جبل الصبر إلى والدي الذي لم يعرف طعم الخوف أحمد رشاد -الرقة كانَ في العشرينِ رُمْحاً كانَ صبحاً أوعريساً مِنْ ندى صاحبُ الكفَّ الندية كان أزهاراً بهية يقطفُ الشمسَ سراجاً وابتهاجاً يفتحُ الظلَ قلاعاً من حريرٍ خفقَ قلبٍ/ تاجَ عزٍ/عطرَ وردٍ كانَ جباراً قويا يمتطي الريحَ خيولاً وسيولاً ثم يمضي نحو أحلامِ الصبايا والمرايا راودتهُ اليومَ كحلاً في عيونٍ غجرية كي يُغنِّي لستُ منكَ / لستَ مني دعني أمضي كاشتهاءٍ حين يطويه شتاءٌ أو شتاءٍ حين يعلوه اشتهاءٌ وليالٍ اتعبتْ فيه مُناها إنْ محاها مِن سجلِ الوقتِ سراً لم تخنهُ النارُ جهراً إنْ تدلتْ ساعةَ الصفرِ المعنّى غير أنَّ العمرَ يجري نحو صفرٍ وانتهاءٍ وابتلاءٍ وكهوفٍ سرمدية ****** صارَ في الخمسين سيفاً لا ولا كلَّ السيوف يقضمُ الأوجاعَ زاداً ومراداَ وارتداداً و انكساراً كلًّ حينٍ تشتهيه اللحظةُ الأخرى لم يبُحْ يوماً بآهٍ لم يَقًلْ إني عليلٌ لم يَفُتْهُ الآنَ تاريخُ الرجالِ بلْ سيبقى فوقَ أنقاضِ السنينِ لم يفُزْ يوماً بليلى لم تنلْ منهُ سعادٌ ظلَّ يحدوهُ انتصارٌ مثلَ خمّارٍ عجوزٍ حشو عينيه لهبْ عتّقَ الكأسَ اختلاساً فتراخت كلًّ أهدابِ الغواني أذّنَ الصبحَ خشوعاً حينَ صلّى طاحَ مِنْ خديه ألفُ بستانَ عنبْ ****** صارَ في الستين غدراً دون وعدٍ دون عذرٍ فرمتهُ و رماها ثمَّ تاهَ قال إنّي تائبٌ عنها وعنّي بات توتاً وعتبْ أضحى كوخاً منْ خشبْ صارَ أشلاءَ تعب عند بابِ البيتِ كرسيٌّ عتيقٌ قهوةٌ مرة وهيلٌ وعصاً مِنْ خريفِ العمرِ رافقتهُ ورفاقٌ مثلهُ باتوا هشيماً يقتلُ البردُ أوصالَ الشيوخِ يجمعونَ الأمسَ كوماً مِنْ حطبْ وحكايا الهمسِ تجتاحُ الخلايا في وجوهٍ بابلية ****** صارَ في السبعين ينسى حين يغفو يُعلنُ الصمتُ احتجاجاً إنّهُ طفلٌ صغيرٌ يتشهّى العيدَ صبحاً ومساء العيد نامتْ كلَّ أرجاءِ المكانِ سادَ صمتٌ في تفاصيلِ النعاسِ نامَ عاماً تلو عامٍ ثُمَّ صار قديساً تقيا الرقة 2020 |
ما هذا يا أحمد رشاد شعر يسري في العروق كالعطر فأصبح القلب يضخ عطرا زادك الله عمرا وأدام الله هذا الألق محبتي |
: : الله .. الله .. الله يا أحمد الرشد و يا رشاد الحمد .. القدرة على الوصل للكتابة عن أحد الوالدين هي بمثابة الهبة من الله ، يهبها من يشاء من الرائعين أمثالك ، وأنت هنا تحيك من خيوط الشمس نهاراً ناصع الشعر ولغة ناصعة البلاغة ، يكاد حرفها يضيء ولو لم تمسسه نار !. ؛ شكراً لك يا أحمد من قلب الرِّقة إلى "الرقة" . |
اقتباس:
لا امتلك أمامك سوى الصمت لك الفرات |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخي الكريم وايها الاستاذ الكبير / احمد رشاد ابكاني المقطع الأخير واعتصر قلبي لله درك فلقد بعثت حياة هنا رددت هذا السطر كثيرا جدا "غير أن العمر يجري" والأماني متعبات "غير أن العمر يجري" والشموع في سبات "غير أن العمر يجري" كي يصلي فرضه الاتي سريعا في الممات "غير أن العمر يجري" "غير أن العمر يجري" "غير أن العمر يجري" . . و تقول أيضا في حقه "لم يفُزْ يوماً بليلى لم تنلْ منهُ سعادٌ" ثم تقول في النهايه بأنه قديس وانا اتسائل من أين جاءتنا هذه النظرة القدسية لآبائنا كان في العشرين وردا ثم صار الورد في خميسن حقلٍ جاءت الريح سريعا تمتطي ستين وهنًا فانتهى العمر ولكن فيه سبعون ضياءا اعذرني قد أكون أطلت النزف هنا ولكن هذا نزر بسيط قد فاض من قلبي وبقى ضوء كثير فيه جراء ما قرأ لك من حروف ابوية حانية أحسنت ورحم الله آبائنا وآبائكم وآباء المسلمين ارجو لك التوفيق اخوك / مجتبى الجلواح |
اقتباس:
بعد مضي تقريبا ثلاث سنوات على رحيل والدي رحمه الله حتى استطعت أن أكتب. الوقوف في محراب الوالدين أمر مرعب. لك محبتي دمت بخير |
:
لا تعليق إلا التحليق خلال ومع هذا " المسح الضوئي " للعُمر . كدت أن أقول : " أسعدتني يا أحمد " .. لكني خجلت من هذا التعبير أسفل هذا الوجع ! .. ليحفظ الله والدك ويرحمه .. ويزيدك ألقًا على ألق. 🌹 |
ما اجمل الشعر حين يصبح قرباناََ يرعى الوصل في جُل تُقَاةِ.
قطوف من در اجبرت الذائقة نحو قبلتها تأملا و إصغاءاََ مبهر وجدا الشعر في معيتك فلا تحرمنا هطوله رحمة الله عليه والسلامة لروحك \..:34: |
الساعة الآن 03:36 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.