![]() |
أَشْياءٌ تُشْبِهُني ...
هذا الصباحُ مُشرِقٌ نورُه يُشعِل قلبي كالفتيلِ في الزيت ...
يأخذ ُبي حيثُ أشياء تُشبِهُني .. وصوراً ترسُمُني .. وذِكرى طلعُها نضيد .. ومذاقُها أشبهُ بـــ ابتسامةِ أُمي التي آلت إلاِّ ان آكُل مِن خُبز يدِها ولا أنامُ إلا تحتِ هَدأةِ جناحِها ... ولا أتحدّث ُإلا ّبتلك اللُغة التي علمتنيها .. ولا ألعب مع أولاد الجيران .. ولا ..ولا وسيلٌ مِن الّلاآءاتِ.. تصدرُ مِن قلبٍ رؤومٍ كما النِّسمة ... يحتويني كما تضمُّ السُنبلةُ حبّة القمح .. هي الكينونةُ .. وأنا الفَرع هي الكَرمةُ .. وأنا الدَّالية ... ويوقظ مسمعي ..نِدآءات أبي .. نظراتُه التي تشي عن عاطفةٍ عاصفة .. وحبٍ ليس كمثلهِ شيء ... يتلقّفُني حضنه ثم اتسلق كتِفه في دلال ٍفيحملُني ويعدُو بي .. وكلُّ مبتغاهُ ضحكات تسعدُ بها رُوحهُ ... لقد نال منك العمرُ يا أبي ورسم خطوطه على جبينك وحفر الكدُّ آثاره بذاكرتك .. فسئِمتَ الملذّات ... وغدوت الأقرب لي مني .. والصديق .. وصباحٌ يُشبهني ... يفتح صفحاتٍ مِن دفتري ..فتخرجُ عصافيرالذكرى مِن أعشاشها لتُغرّد بسمائي الأرجواني .. وصوتُ فيروز يشنٍّف مسمعي وهي تقول : جايبلي سلام عصفور الجناين جايبلي سلام من عند الحبايب .. فتسقط دمعة تبلِّل رسالة مخبّئة خلف التنّاسي .. تتشعبُ لأهوى في بِركةِ التذكُّر والليل طويلٌ والصبحُ ينوءُ بالنور .. والحزنُ يمرحُ في دمي وأشياءُ تشبهني ... قلمي كمبضعِ الجرّاح يغرس نابهُ بجسد الماضي .. لينفجر عن جراحاتٍ تبُلسِمها أُغنيات فيروز .. لملمتُ ذكرى لقاء الأمسِ بالهُدُبِ .. ورحتُ أحضنها بالخافِقِ التِعب .. أستمع لها والفلكُ يدور ... والقلمُ مغروسٌ بعين الصباح .. تسيلُ منه خيوط النور .. تتوالدُ أحرفي .. لو كان في قلبي زيت .. فتلك الأشياءُ تُشعِلُني . |
الجميل هنا هو الصَّباح،
وفيروز، والأجمل منهما من جاء بهما إلى هنا ! / نازك الجميلة.... النَّار، والحطب يشبهان العشق، والجسد ! لقلبكِ الفرح. |
و كأن كل شيء في سلسلة طويلة...
ما إن تنفرط إحداها حتى تتهاوى الأخرى.. كل شيء.. يا نازك.. كل شيء! عندما كانت الروح فارغة.. و النفس بسيطة.. كانت الراحة حتمية.. أما الآن - يا قلب أختك - ذكرياتنا قش جاف.. ينتظر مستصغر الشرر.. كي يضطرم بألف آه.. و آه..! أحبك.. و - فعلاً - لا شيء يشبهكِ.. تلقفي قلبي.. فهو يحبْكِ و أنت تعلمين! |
نازك العزيزة يا صاحبة المحبرة التي لا تعرف الجفاف وتقولين تتوالد أحرفي كما لو كان في قلبي زيت ، وتبقين رائعة الوصف كما عهدناكِ بل ينبوع صافي أت من القلب الذي تحملينه، اقتباس:
|
هو الحنينُ يا مرآتي يشدّ أزر المِحبرة فتفيضُ بمكنونات الروح هوناً
صوت أبيكِ وضحكة أمك أمسكا بتلابيب القلب ففاضَ بما يعروهُ من توق متلبّسون نحن بدعواه ذاك الشوق يا مرآتي نحتاج أن نصرخ أكثر من المعتاد كي نتخفّف وكم جاء صراخك أنيقاً على المسامع أحبك كومايااات |
" لو كان في قلبي زيت فتلك الأشياء تشعلني " بعض النصوص تفعل ذلك ..! |
يعود الزيت بإذن الله ،،
وتعودي للصباحات التي تشبهك ،، والرسالة المخبئة خلف التناسي ،، ستكون رحمة في قلوبنا لمن غادرنا ومضى ،، أكرمك الله بالسكينة في قلبك والطمأنينة في روحك ،،، ألف تحية وتقدير |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اختي الكريمة نازك لا اعلم لماذا ربطت هذه الذاكرة بالصباح وساعاته كأنك أردت أن تربطين الصبح بالبدايات الجميلة فالصبح دائما جميل ويشي بيوم ينضح بالنور والسرور فآتى الصبح أكله في وضح النهار حيث لاآت الام وحنانها وعاطفة الاب العاصفة ولكن مهما طال النهار وجماله لابد لليل ان يأتي ولا بد للأب ان ينهشه العناء والتعب والدهر لا اعلم ما اذا كان هذا هو قصدك ام لا ولكنني قرأتها هكذا نازك مبدعة دائما وحرفك ينبض بالإبداع والافكار النضاحة وكأن الحروف تنصاع لك وهي سعيدة وكأنها بين يديك بين حقول من الورد والياسمين كلمات وتسلسل رائع جدا وصور مدهشة شكرا لك يا نازك ارجو لك التوفيق اخوك / مجتبى الجلواح |
الساعة الآن 07:56 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.