![]() |
ألف ولام
يولد الإنسان حراً ويبقى في طفولته الأولى يمارس ما يشاء دون قيود ثم يفقد حريته شيئاً فشيئاً مع مرور الزمن إلى أن يكتشف حين يبلغ سن الرشد أن المجتمع قد رسم له ملامحه وحينئذٍ يشعر وكأنه شخص آخر لا يشبهه فيبدأ بالتمرد على نفسه ومجتمعه ليسترد حريته وذاته ويولد من جديد أما عنوان القصيدة «ألف ولام» فيعبر عن الهوية حينما يشكل هذان الحرفان «ألْ» التعريف ويعبر أيضاً عن الحرية حينما يشكلان كلمة «لا» فالحرية لا بد منها لإنجاز الهوية، والهوية لا معنى لها بدون حرية. وإن الجدلية بين هذين المفهومين هي ما يحقق الولادة الثانية للإنسان. ألفٌ ولام د. طاهر عبد المجيد ما كنتُ أحسبني سأُولد ذات يومٍ من حطامْ وتكونُ قابلتي جراحٌ في فؤادي لا تنامْ أَمسي على أنقاض أَمسي قد تجسَّد في قوامْ وغدي يحدِّق في ملامحه ويسألُ باهتمامْ هل أنتَ أنتَ أم الحقيقة لم تزلْ تحت الرُّكامْ؟ فيجيبه: لغتي أنا حرفان صمتٌ وابتسامْ فانظرْ إلى وجهي بعينيْ ناقدٍ لا مُستهامْ ولسوف تبصر فيه شيئاً سوف يمنحك السلامْ أتُرى ستسفر هذه الفوضى قريباً عن نظامْ؟ منذُ اكتشفت ملامحي قد بُعثرت بين الأنامْ وخلعت ثوب طفولتي وبدأت أخشى أن أُلامْ ما عدت أذكر شكل وجهي كيف كان على الدَّوامْ حتى المرايا لم تَعدْ هي من يُبادئني السَّلامْ وكأنَّما صمتي على وجهي قناعٌ أو لثامْ كم سرت وحدي بعد أن ضيَّعت ظِلِّي في الزِّحامْ وسألت نفسي كيف أطفئ رغبتي في الانتقامْ وأنا أفتِّش في حطام الأمس عن ألفٍ ولامْ حرفان دونهما سأبقى في مخاضي ألف عامْ ويضيعُ عمري كلُّه في رحلتي نحو الفِطامْ ولربما يسعى فمي كالجرح نحو الالتئامْ ما دمت أُنهي كلَّ يومٍ من صيامي بالصِّيامْ أخطأتُ؟ أعرف أنَّني أخطأت في حقِّ الحرامْ ودخلت مع أمسي ومع لغتي القديمة في خصامْ وأبيت أن أضعَ الوصايا بين أطباق الطعامْ لكنَّني ما زلت فوق الشكِّ فوق الاتِّهامْ فلربَّما انحدر الطَّريق بمن يسير إلى الأمامْ وتعثرت قدمٌ تشقُّ طريقها وسْطَ الظلامْ سأكفُّ عن تبرير ما أسعى إليه إلى الختامْ فالفعلُ بعد تمامه يُغني الفصيح عن الكلامْ |
وتتوالى الأيام
بحثاََ عن كينونة الـــــ الالف واللام حفاظاََ على البقية الباقية من تعريف الهوية شكرا لـــ شعر كان صوته هنا تلبية حياة وشكرا لقلم منح المعنى كفاءة التأويل غدقاََ وسلاسة ليس لهما مثيل جل آيات الود والامتنان \..:34: |
ألف ولام
تغني عن القول وتفصل في الكلام حبكة وحرفة شعرية صاغها شاعر يعرف ما يقول وما يريد وما يرمي إليه نص مضمخ بالعنفوان الشعري... والتوق والشوق نحو الولادة الثانية.. نحو الحرية، تقبل أرق التحيات صديقنا الجميل |
: : طاهر عبدالمجيد كما هو دائماً : يأتي بالفكرة شعراً ويأتي بالشعر فكرةً ، لتزدان به الأماكن . ؛ مع أنّ الـ "لا" المعنيّة هي لامٌ وألف إلا أنّ الشعر يقول أنّ الحرية إن تحولت إلى فوضى فإن الترتيب يختلف ويرتبك .. تلك ميزة الشعر الأزلية وميزة من يتقنون اصطيادها و د.طاهر من أولئك المميزين القادرين على قبض الشارد ونبض الوارد منها . ؛ شكراً تليق بك |
الأخت الكاتبة العزيزة سيرين: أشكرك على هذا التعليق الجميل المكتوب بلغة شعرية لا تقل سحراً وجمالاً عن الشعر. أنت شاعرة متنكرة بصفة كاتبة والشعر يليق بك. تحياتي ومودتي. |
أشكرك أخي عبد الإله على هذا التحليل الرائع والمكثف للقصيدة بجمل قليلة ولكنها تقول الكثير بأسلوب ساحر وجميل لك مني كل المحبة والتقدير أيها الناقد الجميل. تحياتي ومودتي |
شكراً على هذا الإطراء الجميل ولا أدري إن كنت أستحقه ولكن ما أنا متأكد منه هو أنني أجتهد فيما أكتب كي أكون دائماً عند حسن ظن الشعر ومن يعشقونه. أخي قايد: أنا لا أومن بنظرية الفوضى الخلاقة ولكنني أومن أنه لا بد من الهدم كخطوة أولى لاكتشاف الذات وبناء الهوية المرموز إليها بالألف واللام. أما اللام والألف فهي ترمز للخطوة الثانية وهي التحرر من وصاية المجتمع لامتلاك الحرية للدفاع عن الهوية وبامتلاكها تتحقق الولادة الثانية. أما المزاوجة بين الفكر والشعر والتعبير عن الفكرة بلغة شعرية دون التضحية بجمال الشعر فهو رهان أعمل عليه وأرجو أن أنجح فيه. أشكرك مرة ثانية وأتمنى أن أكون فعلاً كما تقول مع خالص المحبة والتقدير تحياتي. |
و حين يدخل الشعر فضاء التأمل ،
و الأسئلة الوجودية، نستسيغ الفلسفة برداء العاطفة و الجمال معا، و نستطرد في الاصغاء : هل من مزيد .. كل الشكر و التقدير لما بثثته فينا من جمع فريد بين العقل و الشعر البديع. دمت بأحسن حال شاعرنا الكريم. |
الساعة الآن 01:48 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.