![]() |
لا يتنفس الهواء من يسكن الحجرات
"لا يتنفس الهواء من يسكن الحجرات"
هذا معظم ما يتناقل عنه اطفال الحي، يقولون إن هذا كل ما يعرفون عنه و تقليد لطريقته في النظر نحو الشرق. يردد عبارات مكررة ومحددة، لا يعود إليه وعيه وينظر في عيون الناس إلا إذا سمع أحد يقوله انه مجنون، ينظر الى قائلها ثم يبتسم و يرحل، ويعود مرة أخرى للنظر إلى السماء. "الهواء ليس بواحد" هذا ما يردده في ساعات الفجر حينما يجلس الشبان حوله رأفه به، لا يتحدث معهم ولا يحدثونه، يجلسون بجانبه دون أن يشعرون به أو يشعر بهم، أمر صحيح في كلا الحالتين. لم يكن يعرفه اغلب شبان الحي على عهده السابق لكونه كما يشاع: فقد عقله قبل منزله الكبير عندما كانوا أطفالا او قبل أن يلد بعضهم. كان يتبعه شاعرا من الشعراء في كل يوم عله ينقل عنه أحد القصائد التي اشتهر بها، اجمل القصائد توحى إليه و ينطق بها ربما بلا وعي لكن كل من سمعه يشدد على انها كانت انفس الابيات التي سمعوها على الاطلاق. "كان يفقد وعيه ثلاث مرات يومياً "، قالها أحد الشبان و كانه يتحدث عن غروب الشمس الذي يتكرر كل يوم، ثم أضاف: و لا يحفظ قصائده لأنه ينسى. رحل بالأمس دون أن يزعج احد، وجدوه ملقى في شرق القرية على كومة من الرمل. قالت عرافه الحي: انه عندما غاصت ركبتاه في الرمال، شعر أنه وجد منزله. |
لدلالة فقدان العقل هنا الكثير من المعاني والالم التي مر بها بطل القصة
سرد سلس حتى كان ختامها وغوصه في رمال قيدت من ترحاله وتنفس الحياة بعدما سلبت منه الديار والاشعار وكل ما يكفله كإنسان دمت بألق مبدعنا \ محمد الجهني مودتي والياسمين \..:35: |
في الغوص داخل الرمال
منازل وبيوت وهي كمملكة من رمل حييت يا محمد |
اقتباس:
ايضا، لميشيل فوكو كتابه عن الجنون الذي جعلني أرى الجنون بصورة أعمق و تتجاوز ما يسمى "بالطبيعي" التي "اخترعتها" لنا الحياة العصرية. حاولت إضافة بعض اللمحات التي تصور صديقنا في القصة كالمثقف الناجح الذي تحصل على ملذات الدنيا بعلمه و نهل من الادب في عهده السابق. شكرا لك صديقتنا سيرين 🌷 لك اجمل الأمنيات اقتباس:
أسعدني مرورك و اشكرك على كلماتك اللطيفة 🌷 |
يرصد الكاتب في قصة لا يتنفس الهواء من يسكن الحجرات قصة إنسان درويشي
روحه هائمة الجسد على الارض والروح والذات لا يعرف أين تطوف ، الذي يكتفي بقليل قليل من الطعام او يعيش بدونه ايام الإنسان الفقير ذو القلب الكبير وغالب الأمر ما تراه يتواجد في الأرياف وفي القصص العربية كان متواجدا في كل بلد أتى منها كاتب القصة ، فتراه يختفي أيام ويظهر يوم ورعم بساطة عيشه إلا أنه يحتفظ بأسرار كثيرة ويكتنف عيشه الغموض والحكمة ، وكم من إنسان عبقري أل إليه الحال أن يكون هذا الإنسان الذي يفضل العيش في البر على أن تؤيه الغرف ذات الأسقف والجدران ، الكاتب محمد الجهني ومن القصص الإنسانية ما يلمس شغاف قلب القارئ ، ويبقى الذهن محتفظا بهذه الشخصية وينذكرها في مواقف الحياة والزهد والجوع والظلم والفقر ، ويمنحنا درسا بالتقرب لله سبحانه وتعالى بالروح قبل العطاء ، |
الساعة الآن 05:33 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.