![]() |
الزواج
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...eGXVFQVAd6yFrJ
الزواج بقلم الأديب: المازنى ============ لا أدرى ماذا دها الناس ، فإنه يندر أن أسمع فى هذه الأيام بزواج موفق ، فهل صار نظام الزواج غير صالحٍ لهذا الزمن؟ أم العيب فى الناس لا فى النظام ولا في الزمن؟ ولا شبهة فى أن للزواج عيوبه . فما يخلو شيئٌ قى دنيانا هذه من عيب ، وإن له لمتاعب ، وإن مسؤولياته لعديدة وثقيلة ، ولكن النجاة من المتاعب عسيرةٌ فى الحياة . وواهمٌ من يظن حمقا أنه يستطيع أن يحيا بدون متاعب سواءً تزوج أم آثر الوحدة والاستفراد . وأحسب أن كثيرين من الرجال والنساء أيضا يقدمون على الزواج وهم يعتقدون أنه صفوٌ لا كدرة فيه ومتعةٌ لا تنقص ولا ينغصها أو يفسدها شيئ ، وحلاوة لا تشوبها مرارة ، فتخيب آمالهم كما لا بد أن يحدث ، ويضجرون ويتأففون ويشكون وتتلف أعصابهم فلا تعود تقوى على احتمال ما كان ظنهم ألا يكون . وهذا شأن كل من يتناول الحياة بخفة ويواجهها بغير ما ينبغى من التهيؤ للاحتمال ، ومن الاستعداد للتشدد والجلد والمقاومة . وقد قال لى صديقٌ لى: الحقيقة أن الزواج نظام ثبت إخفاقه وقلة صلاحه فى هذا الزمن . فعذرته لأنه ممن جر عليهم الزواج نكبات كثيرة . ولكنى لم أر رأيه فقلت له: لا تغلط يا صاحبى فإن كل زمنٍ ككل زمن ، وهذه الاختراعات الكثيرة لم تغير شيئا من حياة الناس وفطرهم ، ولم تقلب الحقائق الاجتماعية ، وما خلا زمنٌ قط ممن يسعدهم الزواج وممن يشقون به ، ولا من الراضين والساخطين على هذا وغيره من أحوال الحياة ، وما زال الرجل كما كان والمرأة كما عهدها آباؤنا وأجدادنا عفا الله عنهم ورحمهم ، ومع ذلك قل لى ماذا تطلب من الزواج وأنا أقول لك ماذا ينبغى أن تبلغ به ، أو ما لابد أن يصيبك من خيره وشره . قال "اطلب الراحة والاستقرار" قلت "إن الراحة مطلبٌ لا سبيل إليه فى الحياة ، وهى لا تكون إلا بالموت . على أن هذه لا تُعد راحة ما دام المرء لا يحسها ولا يُدرك أنه مرتاح . والاستقرار كذلك عسير لأن حياتك كلها قوامها التحول والتغير وكل ما فيك أو لك يتغير ، فكيف بالله يكون هذا الاستقرار؟ وأين السبيل إليه؟ قال "إنما أعنى الراحة النسبية والاستقرار بالقياس لحياة العزوبة والوحدة" . قلت "ولا هذه أيضا . إن الزواج ليس أداة لراحة ولا وسيلة لاستقرار أو غير ذلك مما تتوهم . وإنما هو نظام . فإذا كان يوافقك أن تحيا فى ظل هذا النظام فتفضل وأهلا وسهلا بك . ولكن يجب حينئذٍ أن تعرف أن له مقتضيات ، وأن توطن نفسك على الإذعان لها واحتمالها .... ونتابع معا فى الحلقة القادمة |
يعطيك العافيه أستاذي .. الزواج سنة الحياة مما لا شك فيه ولا جدال , وعن التوفيق فهذا من الله أولا ثم يعتمد على الرجل 100 / 100 وهذي وجهة نظري الشخصية . أحسنت ووفقك الله |
[QUOTE=عبدالله عليان;1084378][size="4"][font="fixedsys"][color="black"][center]يعطيك العافيه أستاذي ..
الزواج سنة الحياة مما لا شك فيه ولا جدال , وعن التوفيق فهذا من الله أولا ثم يعتمد على الرجل 100 / 100 وهذي وجهة نظري الشخصية . أحسنت ووفقك الله ************************************************** ***** بوركت على المرور أخانا عبد الله لا عدمنا قلمك . |
اقتباس:
هو نظام كامل متكامل ... اغلبنا أساء فهم هذا النظام ومعرفة قواعده ... فخسر حياته وقضاها في مشاكل لا مبرر لها .. لذى نرى أن الزواج ك مؤسسة ينهار بسرعة البرق .. نتيجة فهم قواعد النظام ومسؤوليات كل فرد منهم دمت بخير وعافية |
اقتباس:
شكرا للأخ فيصل خليل . وله وللقراء الحلقة الثانية: بقية "الزواج" ..كما يخضع الجند للنظام العسكرى ، ولم يقل أحد إن الجندية سبيلٌ لراحة ولا وسيلة لاستقرار أو غير ذلك مما يجرى هذا المجرى . وإنما هو نظام تقتضيه حياة الجماعة . وكل جندى يقول لنا إنه نظام شاق عسير ثقيل الوطأة ، ولكنه لازم ولا بد منه . والفرق بين الزواج والجندية أن الجندى يعلم أنه داخل فى نظام لا لذة فيه ولا متعة له منه ، وأنه سيلقى عناء ويكابد متاعب ، وأنه معرض للجلد والسجن ، بل للموت حتى من غير حرب . ولكن طالب الزواج يمنى نفسه الأمانى المستحيلة فيلقى خلاف ما كان يقدر . ولو أنه وطن نقسه - كما يفعل الجندى - على التعب والنصب ووجع القلب ومعاناة المنغصات لسعد بالزواج ، ولفاز منه بلذات كثيرة ونعم جليلة ومتع يضن بها على النسيان . فعجب وسألنى: " كيف ذلك؟ إن هذا مزاح " فأكدت له أنى جاد . وقلت "إنى أعيش مع زوجتى كأنا صديقان ، ولا يسعنى أن أفعل غير ذلك ، لأنها إنسانٌ مثلى ولها حياتها المستقلة عن حياتى وإن كنا متعايشين تحت سقفٍ واحد . وأنا أحرص فى حياتى معها على الاعتراف بهذا الوجود المستقل فلا أحاول أن أفنى وجودها هذا وأجعله يغيب فى وجودى ، ولو تيسر لى هذا لما كان لى فيه أى لذة لأنى خليق أن أشعر حينئذٍ أنى أعايش آلة لا إنسانا محسا مدركا . ولو أفنيت شخصيتها فى شخصيتى لانحطت فى نظرى إلى منزلة الخدم ، وليست زوجتى خادما ولا آلة ، وإنما هى رفيق حياة . أى صديق ومعين . ..............ثم سألنى: " هل أنت سعيد؟" قلت: "أنا سعيد لأنى لا أطلب من الزواج سعادة ، ولو كنت أطلبها لشقيت على التحقيق ، وقد تزوجت وأنا موطّنٌ نفسى على أن هذا واجب أؤديه كما أؤدى واجبى بالعمل فى الصحافة وبالاشتغال بالأدب - واجب والسلام . فإذا فزت بمتعة فهذا فضلٌ من الله ، وإذا فاتنى ذلك فما كنت أطمع فيه أو أرجوه . وقد أدخلت هذا فى رأس فهى تفهمه حق الفهم. وقد كان علىّ أن أفهّممها هذا فى أول الأمر لأنى أردت من البداية أن أتجنب سبيل الاخفاق . وقد أفلحت ولله الحمد والشكر ، فإذا حدثتك نفسك بالزواج مرة أخرى فاصنع هذا ... ابراهيم عبد القادر المازنى |
الساعة الآن 07:55 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.